من ثمار العلم والحكمة فتاوى وفوائد،

محمد بن عبد الله عوض المؤيدي (معاصر)

من هم أهل المذهب

صفحة 25 - الجزء 1

  أن يحمل الناس على مذهبه بل الواجب أن يترك المجتهدين ليختاروا لأنفسهم فيما يخصهم.

  - وإنما قلنا: إن للإمام أن يحمل الناس على مذهبه في الأحكام العامة؛ لأنه مأخوذ عليه أن يحكم بين الناس بالحق، وأن يجريهم على ما يرى أنه الحق، قال تعالى: {وَأَنِ احْكُمْ بَيْنَهُمْ بِمَا أَنْزَلَ اللَّهُ}⁣[المائدة: ٤٩]، {لِتَحْكُمَ بَيْنَ النَّاسِ بِمَا أَرَاكَ اللَّهُ}⁣[النساء: ١٠٥]، {فَاحْكُمْ بَيْنَ النَّاسِ بِالْحَقِّ}⁣[ص: ٢٦].

  فإذا كان الإمام يرى أن الطلاق البدعي يقع وجب عليه أن يحمل الناس على ذلك، وإذا كان يرى أنه لا يقع وجب عليه أن يحملهم على ذلك.

  - وقد يتغير رأي إمام العصر أو غيره في اليوم الواحد فيفتي أول اليوم بفتوى في قضية، ثم يفتي آخر اليوم بفتوى مخالفة للفتوى الأولى في نفس تلك القضية، وقد رأينا الإمام الهادي # يذهب في بعض مسائل المنتخب إلى غير ما ذهب إليه في مسائل الأحكام، وكل ذلك حق؛ لأنه صادر عن نظر من المجتهد.

من هم أهل المذهب

  سؤال: هناك كلام حول كلام أهل المذهب في الأزهار والشرح والبيان وغيرها؛ فما هو رأيكم في ذلك؟

  الجواب والله الموفق:

  حاصل الكلام في ذلك: أن المذهب هو عبارة عن أقوال أئمة خمسة، هم: الإمام القاسم بن إبراهيم، وولده محمد بن القاسم، وحفيده الهادي يحيى بن الحسين، وابنا الهادي: أحمد الناصر، ومحمد المرتضى $ جميعاً، ويسمى هؤلاء الأئمة أئمة النصوص، ثم جاء من بعد ذلك أئمة التحصيل والتخريج الذين هم: أبو العباس الحسني، والمؤيد بالله، وأبو طالب؛ فدونوا مذاهب الأئمة الخمسة وحصلوها، ثم فصلوا وفرعوا وخرجوا، وكل ذلك على حسب ما يقتضيه كلام الأئمة السابقين.