من ثمار العلم والحكمة فتاوى وفوائد،

محمد بن عبد الله عوض المؤيدي (معاصر)

التنبؤات بما يأتي في المستقبل

صفحة 475 - الجزء 3

  وما يروى من الأحاديث عن النبي ÷ عن يأجوج ومأجوج أخبار آحادية لا ينبغي الالتفات إليها.

  وقوله تعالى: {حَتَّى إِذَا فُتِحَتْ يَأْجُوجُ وَمَأْجُوجُ وَهُمْ مِنْ كُلِّ حَدَبٍ يَنْسِلُونَ ٩٦ وَاقْتَرَبَ الْوَعْدُ الْحَقُّ فَإِذَا هِيَ شَاخِصَةٌ أَبْصَارُ الَّذِينَ كَفَرُوا ..} الآية [الأنبياء]، لا ينافي ما قدمنا؛ إذ اقتراب الساعة من حين مبعث النبي ÷.

  هذا، وبعد الحرب العالمية الأولى استولى سكان الشمال على أكثر بلاد المسلمين وقهروا أهلها وقتلوهم واستذلوهم.

[من كلام علي # في شر حجة]

  عن علي #: (شر حجة حجها الأولون والآخرون تنتهب فيها أحلاس الناس، إلا أن الفرج عند أعناقها واردة، وعند عراقيبها صادرة) اهـ.

  الحلس: كساء على ظهر البعير تحت البرذعة، ويبسط في البيت تحت حُرِّ الثياب. اهـ قاموس.

  قلت: ويحتمل أن المراد أن النهب يعم جميع أمتعة الحجاج حتى ينال ما تحت ثيابهم، وهذا الأثر من أخبار الغيب المستقبلية، ولا نعلم هل وقع ذلك أم لا، إلا أن في ذهني أن طالب الحق الخارجي قد أغار على الحجاج، وفعل الأفاعيل، وأخذ الحجر الأسود ولا أدري هل انتهب⁣(⁣١) أمتعة الحاج أم لا.

  إلا أنه يظهر لي أن ما أخبر به أمير المؤمنين لم يقع بعد؛ لأن أمير المؤمنين أخبر بأن الفرج يعقب الانتهاب، وانتهاب الخارجي لم يعقبه فرج.

التنبؤات بما يأتي في المستقبل

  يأتي ذلك عن طريق القياس فتقاس عواقب الأمور المستقبلة بعواقب الأمور الماضية، فسنة الله في الآخرين كسنته في الأولين: {وَلَنْ تَجِدَ لِسُنَّةِ اللَّهِ تَبْدِيلًا ٢٣}⁣[الفتح]، وقال سبحانه: {وَتِلْكَ الْأَيَّامُ نُدَاوِلُهَا بَيْنَ النَّاسِ}⁣[آل عمران: ١٤٠]، وأمر الله تعالى بالنظر في عواقب المكذبين لئلا يقع الناظر فيما وقع فيه المكذبون من العاقبة السيئة.


(١) في تاريخ اليعقوبي أنه لم ينتهب الحاج. المؤلف.