[تعليق على كلام لحسن فرحان المالكي]
  الأمة المحمدية فإنه لم يبلغ الشرك، وإنما هو فيما دون الشرك؛ فإن المسلمين جميعاً مؤمنون بأن لا إله إلا الله وأن محمداً رسول الله ÷، وبأن الصلوات خمس، وبصيام شهر رمضان، وبحج البيت، وبأن القرآن كلام الله تعالى ووحيه، وبأن ما اشتمل عليه حق يلزم الاهتداء به، وبالسمع والطاعة لما جاء به الرسول ÷ من عند الله تعالى.
[تعليق على كلام لحسن فرحان المالكي]
  ﷽، وصلى الله وسلم على محمد وآله الطاهرين:
  تعليق على موضوع كتبه الأستاذ/ حسن بن فرحان المالكي تحت عنوان: «قراءة في التحولات السنية للشيعة».
  فأقول أولاً: الموضوع في غاية من الإنصاف، وأرى أن وراءه قلباً بريئاً من الأهواء والعصبيات، وعند قراءتي ذكرت قول الله تعالى: {يَاأَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا كُونُوا قَوَّامِينَ بِالْقِسْطِ شُهَدَاءَ لِلَّهِ وَلَوْ عَلَى أَنْفُسِكُمْ أَوِ الْوَالِدَيْنِ وَالْأَقْرَبِينَ}[النساء: ١٣٥]، بل إن وراءه قلباً ناصحاً شفيقاً أضناه الحزن.
  وهنا خطر ببالي قول الله تعالى لنبيه ÷: {فَلَعَلَّكَ بَاخِعٌ نَفْسَكَ عَلَى آثَارِهِمْ إِنْ لَمْ يُؤْمِنُوا بِهَذَا الْحَدِيثِ أَسَفًا ٦}[الكهف].
  وبعد، فلي ملاحظات أو رأي: دعوتك إلى الالتفاف حول الأصول العامة، وهذا أمر حسن؛ غير أن هناك تفاصيل وجزئيات لا يمكن التغاضي عنها، ولا يجدي السعي في إماتتها، وذلك كأفعال العباد مثلاً، وهناك أهواء وعصبيات وضغائن تأريخية موروثة، تزول الرواسي ولا تزول، لا يزداد أهل هذه الأمراض بالتلطف لهم في الإرشاد والنصيحة وبيان الحق والحقيقة إلا تمادياً، وليس ذلك من قلة معرفتهم بالحق، بل داؤهم هو ما ذكرنا {فِي قُلُوبِهِمْ مَرَضٌ فَزَادَهُمُ اللَّهُ مَرَضًا}[البقرة: ١٠]، ومثل هؤلاء اسمهم الشرعي «منافقون»، وليس لهم في اسم الإسلام حظ ولا نصيب، وتماماً هم كما وصفهم الله تعالى: {وَمِنَ النَّاسِ مَنْ يَقُولُ آمَنَّا بِاللَّهِ وَبِالْيَوْمِ الْآخِرِ وَمَا هُمْ بِمُؤْمِنِينَ ٨}[البقرة].