من ثمار العلم والحكمة فتاوى وفوائد،

محمد بن عبد الله عوض المؤيدي (معاصر)

[العدل بين الأولاد في الهبة]

صفحة 219 - الجزء 2

  - والهبة لا تخرج عما ذكرنا فلا يشترط فيها القبول باللفظ لما ذكرنا من جري العرف والعادة، وبالقياس على الصدقة وعلى ما ذكرنا فتملك الهبة إما بالقبض، أو بالقبول باللفظ.

[العدل بين الأولاد في الهبة]

  روي عن النعمان بن بشير أن أباه أتى به النبي ÷ فقال: إني نحلت ابني هذا غلاماً كان لي، فقال ÷: «أكل ولدك نحلته مثل هذا؟» فقال: لا، فقال ÷: «اتقوا الله واعدلوا بين أولادكم». هذا الحديث مشهور، ومعناه صحيح، دلت عليه آيات القرآن جملة وتفصيلاً.

  فالأول: كقوله تعالى: {إِنَّ اللَّهَ يَأْمُرُ بِالْعَدْلِ وَالْإِحْسَانِ}⁣[النحل ٩٠]، والثاني: كقوله تعالى: {يُوصِيكُمُ اللَّهُ فِي أَوْلَادِكُمْ لِلذَّكَرِ مِثْلُ حَظِّ الْأُنْثَيَيْنِ}⁣[النساء ١١].

  وبعد، فإن فطرة العقل تستحسن العدل بين الأولاد، وتنجذب إليه، وتستقبح عدم العدل، وتنفر منه.

  وهذا الحديث مذكور في كتب أئمة الزيدية كمجموع زيد وأحكام الهادي وغيرهما، وهو في البخاري ومسلم.