[العدل بين الأولاد في الهبة]
  - والهبة لا تخرج عما ذكرنا فلا يشترط فيها القبول باللفظ لما ذكرنا من جري العرف والعادة، وبالقياس على الصدقة وعلى ما ذكرنا فتملك الهبة إما بالقبض، أو بالقبول باللفظ.
[العدل بين الأولاد في الهبة]
  روي عن النعمان بن بشير أن أباه أتى به النبي ÷ فقال: إني نحلت ابني هذا غلاماً كان لي، فقال ÷: «أكل ولدك نحلته مثل هذا؟» فقال: لا، فقال ÷: «اتقوا الله واعدلوا بين أولادكم». هذا الحديث مشهور، ومعناه صحيح، دلت عليه آيات القرآن جملة وتفصيلاً.
  فالأول: كقوله تعالى: {إِنَّ اللَّهَ يَأْمُرُ بِالْعَدْلِ وَالْإِحْسَانِ}[النحل ٩٠]، والثاني: كقوله تعالى: {يُوصِيكُمُ اللَّهُ فِي أَوْلَادِكُمْ لِلذَّكَرِ مِثْلُ حَظِّ الْأُنْثَيَيْنِ}[النساء ١١].
  وبعد، فإن فطرة العقل تستحسن العدل بين الأولاد، وتنجذب إليه، وتستقبح عدم العدل، وتنفر منه.
  وهذا الحديث مذكور في كتب أئمة الزيدية كمجموع زيد وأحكام الهادي وغيرهما، وهو في البخاري ومسلم.