من ثمار العلم والحكمة فتاوى وفوائد،

محمد بن عبد الله عوض المؤيدي (معاصر)

[من جن زوجها ولم تفسخ ثم لما أيست فسخت]

صفحة 409 - الجزء 1

  شاء ولو طالت المدة، إلا أن يحصل قرينة رضا، وقرينة الرضا هي:

  ١ - أن يعقد الزوج وهو عالم بعيبها، أو تأذن الزوجة وهي عالمة بجنونه.

  ٢ - أن يكون عَلِمَ بالعيب بعد العقد ثم قال: رضيتُ، أو عَلِمَت الزوجة بالعيب ثم قالت: رضيت به.

  ٣ - أن يجامعها بعد العلم بعيبها وعلم أنّ له الفسخ، أو تُمَكِّنَ الزوجة زوجها وهي عالمة بعيبه وعالمة أن لها الفسخ. أفاد ذلك في شرح الأزهار⁣(⁣١).

[من جن زوجها ولم تفسخ ثم لما أيست فسخت]

  سؤال: هناك امرأة لها زوج، ثم بعد سنوات مرض الزوج مرض الجنون، فبقيت الزوجة عند زوجها تمكنه من نفسها، وتقوم على حاجاته، مع العلم أنها فعلت ذلك لأنها آملة شفاءه وراجية برأه، وظانة أنه باستعمال العلاج مع العناية به سيزول مرضه كغيره من المرضى الذين يستعملون العلاج فإنهم يبرؤون، إلا أنها قامت على علاجه ومتابعته باستعمال العلاج، والترفيه عليه - فلم يبرأ، ولم يتعاف، بل لا يزال المرض يتزايد، فعند ذلك تركته، وفسخت النكاح.

  فهل تمكينها زوجها من نفسها، ومعالجتها له في أول مرضه على أمل أنه مرض عارض يعتبر رضا بالعيب يمنع الفسخ؟

  الجواب ومن الله التوفيق: أن الأصل في هذا الباب ما جاء في قصة بريرة فإنها حين عتقت تركت زوجها، وأرادت التخلص منه، فلاحقها زوجها فلم تستجب له بل رفضته، فراجعها النبي ÷ وقال لها: «زوجك وأبو ولدك» فقالت: يا رسول الله، هل أنت آمر أم شافع؟ فقال ÷: «بل شافع» فقالت: لا حاجة لي فيه، ثم قال لها النبي ÷: «أنت بالخيار ما لم تمكنيه من نفسك»، هذا معنى الرواية.


(١) شرح الأزهار ٢/ ٢٩٤.