من ثمار العلم والحكمة فتاوى وفوائد،

محمد بن عبد الله عوض المؤيدي (معاصر)

[اعتكاف النبي للعشر الأواخر من رمضان]

صفحة 385 - الجزء 3

[اعتكاف النبي للعشر الأواخر من رمضان]

  في البخاري: عن عائشة: كان النبي ÷ يعتكف في العشر الأواخر من رمضان، فكنت أضرب له خباءً فيصلي الصبح ثم يدخله، فاستأذنت حفصة عائشة أن تضرب خباءً فأذنت لها فضربت خباءً فلما رأته زينب بنت جحش ضربت خباءً آخر فلما أصبح النبي ÷ رأى الأخبية فقال: «ما هذا؟» فأُخبِر، فقال: «آلبِرَّ، تُرون بهن؟!» ... الحديث.

  قال في فتح الباري: ووقع في رواية الأوزاعي: «آلبر أردن بهذا؟».

  وفي رواية ابن عيينة: «آلبر تقولون يردن بهذا؟».

  وفي رواية ابن فضيل: «ما حملهن على هذا؟ آلبر، انزعوها فلا أراها».

  قلت: في ذلك ما يدل أن الصحابة بما فيهم أزواج النبي ÷ قد تتغلب عليهم الطبيعة فتخرجهم عن سنن الصواب، شأن غيرهم من الناس، فمن جاوز بهم هذه الطبيعة فقد غلا وتجاوز الصواب.

  نعم، قولنا هذا ليس بذم للصحابة، ولا لأزواج النبي ÷، فقد طبع الله تعالى البشر على طبيعة لا يزال الإنسان في صراع معها وجهاد مستمر، فتارة يتغلب عليها وتارة تتغلب عليه «وكل بني آدم خطاؤون، وخير الخطائين التوابون»، وقد قص الله تعالى عن آدم # وخطيئته، والصحابة ليسوا جنساً آخر أرقى من جنس البشر، وليسوا في العصمة فوق الأنبياء.

[إنفاق المرأة من بيت زوجها]

  في البخاري حديث: «إذا أنفقت المرأة من طعام بيتها غير مفسدة كان لها أجرها بما أنفقت، ولزوجها بما كسب، وللخازن مثل ذلك، لا ينقص بعضهم أجر بعض شيئاً».

  وفيه أيضاً حديث: «إذا أنفقت المرأة من كسب زوجها عن غير أمره فلها نصف أجره».