[أحاديث في الحلال والنية وترك ما يعنيه وحب المؤمن لأخيه والزهد]
  ونقول: إن إجابة دعوة المسلم مندوبة على الجملة، وقد تكون واجبة إذا كان في ترك إجابته ما يؤلمه ويؤذيه أو يظن بالتارك الترفع والكبر.
  ونصيحة المسلم قد تكون واجبة كالذي في قوله تعالى: {إِلَّا الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ وَتَوَاصَوْا بِالْحَقِّ وَتَوَاصَوْا بِالصَّبْرِ ٣}[العصر].
[أحاديث في الحلال والنية وترك ما يعنيه وحب المؤمن لأخيه والزهد]
  ١ - حديث: «إن الحلال بين والحرام بين وبينهما مشتبهات، لا يعلمهن كثير من الناس، فمن اتقى الشبهات فقد استبرأ لدينه وعرضه، ومن وقع في الشبهات وقع في الحرام، كالراعي يرعى حول الحمى يوشك أن يقع فيه، ألا وإن لكل ملك حمى، ألا وإن حمى الله محارمه، ألا وإن في الجسد مضغة إذا صلحت صلح الجسد كله وإذا فسدت فسد الجسد كله، ألا وهي القلب».
  ٢ - «إنما الأعمال بالنيات وإنما لكل امرئ ما نوى، فمن كانت هجرته إلى الله ورسوله فهجرته إلى الله ورسوله، ومن كانت هجرته إلى امرأة ينكحها أو دنيا يصيبها فهجرته إلى ما هاجر إليه».
  ٣ - «من حسن إسلام المرء تركه ما لا يعنيه».
  ٤ - «لا يؤمن أحدكم حتى يحب لأخيه ما يحب لنفسه، ويكره له ما يكره لها».
  ٥ - «ازهد في الدنيا يحبك الله، وازهد فيما في أيدي الناس يحبك الناس».
  هذه الأحاديث تدور عليها كثير من أعمال الإسلام، وتبتني عليها أحكام كثيرة.
  قلت: وينبغي أن يزاد عليها حديث: «لا ضرر ولا ضرار في الإسلام» فإنه مدار لأحكام كثيرة لا تكاد تنحصر.
  نعم:
  - الحديث الأول يرشد المسلم إلى ما يأتي ويذر من الأعمال.
  - والحديث الثاني يرشد إلى ما به قبول الأعمال عند الله.
  - والحديث الثالث يرشد إلى ما تزكو به الأعمال، وهو ترك ما لا يعني المسلم.