من ثمار العلم والحكمة فتاوى وفوائد،

محمد بن عبد الله عوض المؤيدي (معاصر)

من آفات العقل وأخطاره

صفحة 529 - الجزء 3

من آفات العقل وأخطاره

  ١ - أن يسمع العاقل آية بينة وحجة ظاهرة عند عقله لا يشك فيها، إلا أنه يرفضها لأنه يجوز أو يظن أن إمامه الذي يقتدي به في دينه عنده ما يردها ويكشف عن بطلانها.

  ٢ - أن العاقل لا يتهم عقله بالنقص، ولا يرى أن عقل غيره أكمل من عقله.

[العبودية في الإسلام]

  يستنكر أعداء الإسلام اليوم على أهل الإسلام تدينهم باستعباد الإنسان وتملكهم له، ورأيت بعض المسلمين يجيب بأن الإسلام حين جاء كان الناس عامة يدينون بالاستعباد للآدميين، ويستحسنونه فجرى الإسلام معهم في هذا الميدان.

  وعندي أن ذلك ليس هو السبب في شرع استعباد الإنسان، والذي أراه في وجه تشريع ذلك في الإسلام:

  أن الله تعالى شرعه جزاءً وعقاباً عاجلاً في الدنيا للكافرين بالله والمشركين الذين تمردوا عن توحيد الله وعبادته، وعن الاستجابة لرسله، فلما رفض المشركون والكافرون عبادة الله وطاعته وأَبَوْا من الدخول في عبوديته تمرداً واستكباراً أراد الله تعالى أن يعاملهم في الدنيا بمثل عملهم، وأن يجعل ذلك من جنس عملهم، فشرع تعالى استعبادهم وتملكهم فمن رفض أن يكون عبداً لله جوزي بأن يكون عبداً لعبيد الله.

  وفي الأثر: «كما تدين تدان»، ومن العدل الظاهر أن يكون الجزاء من جنس العمل.

  - وقد جعل الله تعالى الاستعباد وشرعه على كل كافر على وجه الأرض ذكراً وأنثى كبيراً وصغيراً.

  - وحسن استعباد الصغير من أولاد الكافرين لأنهم كالجزء من آبائهم وأمهاتهم، أو لأنهم جزء منهم فعلاً، ودليل ذلك ما ثبت في شريعة الإسلام أن أحد الأبوين الكافرين إذا أسلم يحكم لطفلهما بأحكام الإسلام.