من ثمار العلم والحكمة فتاوى وفوائد،

محمد بن عبد الله عوض المؤيدي (معاصر)

فائدة في حلق اللحية

صفحة 318 - الجزء 3

  يهتك حرمة نفسه ولا حرمة غيره.

  ٢ - في الحديث المشهور الأمر باتقاء الملاعن عند قضاء الحاجة؛ لذلك فيجب على المسلم أن يتقي الأسباب التي تحمل الناس وتدعوهم إلى شتمه ولعنه.

  ٣ - ما أحدثه الصوفية بدعة متنافية مع ما جاء في شريعة الإسلام من المحافظة على كرامة المؤمن وعزته ورفيع درجته وشرف منزلته.

  ٤ - ومتنافية أيضاً مع ما يريده الله تعالى من اليسر في دينه والسماحة في شريعته: {يُرِيدُ اللَّهُ بِكُمُ الْيُسْرَ وَلَا يُرِيدُ بِكُمُ الْعُسْرَ}⁣[البقرة: ١٨٥]، {وَمَا جَعَلَ عَلَيْكُمْ فِي الدِّينِ مِنْ حَرَجٍ}⁣[الحج: ٧٨].

  ٥ - جعل الله تعالى القرآن شفاءً من أدواء القلوب ورحمة للمؤمنين.

فائدة في حلق اللحية

  قيل: إن حلق اللحية حرام لقوله ÷: «أحفوا الشارب وأعفوا اللحى»، ولغير ذلك من الأخبار.

  قلت: رأيت في بعض كتب الهادي في المجموعة الفاخرة كلاماً له # وهو يذكر ويشرح أوامر الرسول ÷، وذكر من ذلك: أن منها أوامر لا يراد بها تشريع الأحكام وفرضها، وإنما يراد بها التأديب، وذكر نحو ما نحن فيه.

  فتأملت بعد في تقسيم الهادي # لأوامر الرسول ÷ إلى ذلك فاستحسنته، ورأيت أنه قد وفق للصواب توفيقاً؛ إذ أن نحو توفير اللحية وإحفاء الشارب، ولبس البياض وإكرام الشعر بالتنظيف بالغسل، وقص الأظفار ونتف الإبط، وحلق العانة، وتنظيف ساحات البيوت، ونحو ذلك كل ذلك مما كان مستحسناً عند أهل الجاهلية إلا قليلاً؛ فبعث الله النبي محمداً ÷، فعلمهم شرائع الإسلام وفرائضه، فأمرهم بذلك وبغيره؛ فما كان منها مما يتعلق بمحاسن العادات وآدابها فليس يراد به الوجوب والحتم، وما كان يتعلق بعبادة الله فسبيله الحتم والوجوب إلا لقرينة.