من ثمار العلم والحكمة فتاوى وفوائد،

محمد بن عبد الله عوض المؤيدي (معاصر)

كتاب المنزلة بين المنزلتين

صفحة 122 - الجزء 3

  وقال آخرون: الكبائر: ما توعد الله تعالى عليه بالنيران، أو وصفه بالعظم، أو ما شرع فيه حد، أو ... إلخ، وما سوى ذلك فصغائر. وقيل ... ، وقيل ... إلخ.

  قلت: مما لا شك فيه أن المعصية توصف بالصغر بالنسبة إلى ما فوقها، وتوصف بالكبر بالنسبة إلى ما تحتها، فتقبيل الأجنبية أكبر من النظر وأصغر من الوطء، وهكذا سائر المعاصي، غير أنه لا ينبغي أن يركن إلى هذه الطريق في تعيين الصغائر، ولا يعتمد على هذا الميزان بدليل:

  ١ - ما جاء في قصة الإفك، وذلك حين تلقى المسلمون حديث الإفك بألسنتهم وتناقلوه، ثم وبخهم الله تعالى على ذلك وذمهم، وقال لهم: {وَتَحْسَبُونَهُ هَيِّنًا وَهُوَ عِنْدَ اللَّهِ عَظِيمٌ ١٥}⁣[النور].

  ٢ - ما جاء في الحديث المشهور: أن النبي ÷ مر بقبرين وقال: «إنهما ليعذبان وما يعذبان في كبير، أما أحدهما فكان يمشي بالنميمة، وأما الآخر فكان لا يستنزه من البول».

  والذي يظهر لي صحة قول من يقول: إن هناك صغائر غير الخطأ والنسيان، غير أن الله تعالى لم يعينها؛ إذ لو عينها تعالى لكان التعيين لها إغراءً منه بفعلها، والإغراء بالقبيح مما يجب تنزيه الله تعالى عنه.

[كلام في تكفير الصغائر وأنواعها]

  مكفرات الصغائر:

  الصلوات الخمس مكفرات لما بينهن ما اجتنبت الكبائر.

  من الجمعة إلى الجمعة.

  من رمضان إلى رمضان.

  وصيام عرفة يكفر السنة الماضية.

  والحج المبرور والعمرة.

  {وَأَقِمِ الصَّلَاةَ طَرَفَيِ النَّهَارِ وَزُلَفًا مِنَ اللَّيْلِ إِنَّ الْحَسَنَاتِ يُذْهِبْنَ