فائدة حول قول المحرم (ومحلي حيث حبستني)
  وقيل وهو المذهب(١): إن الاشتراط عند الإحرام يقال تعبداً، فإذا عرض للمحرم - سواءً اشترط أم لم يشترط - مانع عن الحج فإنه لا يحل حتى يبعث بهدي ويُنْحَر؛ لقوله تعالى: {فَإِنْ أُحْصِرْتُمْ فَمَا اسْتَيْسَرَ مِنَ الْهَدْيِ وَلَا تَحْلِقُوا رُءُوسَكُمْ حَتَّى يَبْلُغَ الْهَدْيُ مَحِلَّهُ}[البقرة ١٩٦].
  ولمن يرى الشرط في الحج أن يقول: الآية مخصصة أو مقيدة بحديث(٢) ضباعة بنت الزبير الذي علَّمها فيه رسول الله ÷ كيف تقول في الاشتراط.
  فإن قالوا: ذلك قضية عينٍ خاصة لضباعة بنت الزبير ولا عموم فيها؛ فتقر حيث وردت.
  فيمكن أن يجاب: بأن رسول الله ÷ مشرِّع؛ فحكمه على الواحد حكم على الجماعة، فمن ادعى الخصوصية فعليه الدليل، وإلا فالظاهر من التشريع التعميم.
فائدة حول قول المحرم (ومَحِلِّي حيث حبستني)
  مسألة: إذا أحرم الإنسان بالحج أو العمرة وهو يخاف أن يصده صاد عن المضي فيما أحرم له كأن يكون متهرباً لا جواز له، وقد استثنى عند إحرامه وقال: ومَحِلِّي حيث حبستني - فإنه إذا حبس أو منع عن المضي فيما أحرم له جاز له التحلل ولا شيء عليه.
  وقد أرشد الرسول ÷ المرأة التي خافت أن يعوقها عائق عن المضي فيما أحرمت له - إلى أن تقول عند إحرامها وفي نيتها: (ومحلي حيث حبستني).
  هذا، ولم يظهر دليل يدل على أن هذا الإرشاد من الرسول ÷ للمرأة التي سألته - خاص بها، والحديث صحيح، فيمكن أن تُخص به الآية وهي قوله تعالى: {فَإِنْ أُحْصِرْتُمْ فَمَا اسْتَيْسَرَ مِنَ الْهَدْيِ وَلَا تَحْلِقُوا رُءُوسَكُمْ حَتَّى يَبْلُغَ الْهَدْيُ مَحِلَّهُ}[البقرة ١٩٦].
(١) شرح الأزهار ٢/ ٧٤.
(٢) وهو أن ضباعة بنت الزبير بن عبدالمطلب لما قالت: يا رسول الله إني أريد الحج أشترط؟ قال: «نعم»، قالت: فكيف أقول؟ قال: «قولي: لبيك اللهم لبيك، ومحلي من الأرض حيث حبستني» أخرجه الإمام المؤيد بالله في شرح التجريد. (الحج والعمرة).