من ثمار العلم والحكمة فتاوى وفوائد،

محمد بن عبد الله عوض المؤيدي (معاصر)

في التوكل

صفحة 511 - الجزء 3

  ١ - فالحق أن يتعصب الإنسان للحق كالتعصب للدين الحق، وللمذهب الحق، ولأهل الحق، وكالتعصب لنصرة الضعيف، ونصرة المظلوم، والتعصب في حماية الجار، وكالتعصب لمكارم الأخلاق و ... إلخ.

  ٢ - والباطل أن يتعصب الإنسان للديانة الباطلة والمذهب الباطل، والتعصب لنصرة الظالم والمعتدي والجبار، والتعصب للمبطل، والتعصب في عداوة الحق وأهل الحق.

  أما التعصب فيما سوى ذلك فلا حرج على صاحبه إذا لم يكن فيه إضرار على الغير، وذلك نحو من يتعصب لرأيه كأن يقول: جو صنعاء أحسن من جو صعدة، وماء البئر الفلانية أحسن من ماء البئر الفلانية، وذلك الرجل أعلم من غيره، وفلان أكرم من فلان، وهذه الصناعة أحسن من تلك الصناعة، وهذا أجمل من ذاك ... إلخ. فهذا ونحوه ليس من العصبية المذمومة، ولا يلحق صاحب ذلك تبعة ولا ذنب.

  أما إذا حصل من ذلك ضرر أو أذى فتحرم لأجل حصول الأذى لا لأجل العصبية، كأن تتعلق العصبية بأن هذا الرجل أحسن وأشرف من الرجل الآخر، وهذه القبيلة أشرف وأحسن من تلك القبيلة، فإنه إذا ترتب على ذلك حصول أذى للرجل الآخر وللقبيلة الأخرى فلا يجوز إظهار العصبية.

في التوكل

  لا يجوز للمسلم أن يعرض نفسه لأسباب الهلاك ومظانه اعتماداً على التوكل على الله، أو اعتماداً منه على أنه لا يصيبه إلا ما كتبه الله له وقدره عليه، وهذا ما تقضي به الشريعة الإسلامية، وما تدل عليه أدلة القرآن والسنة، من ذلك:

  ١ - قوله تعالى: {وَلَا تُلْقُوا بِأَيْدِيكُمْ إِلَى التَّهْلُكَةِ ...}⁣[البقرة: ١٩٥].

  ٢ - {وَلْيَأْخُذُوا حِذْرَهُمْ وَأَسْلِحَتَهُمْ وَدَّ الَّذِينَ كَفَرُوا لَوْ تَغْفُلُونَ عَنْ