من ثمار العلم والحكمة فتاوى وفوائد،

محمد بن عبد الله عوض المؤيدي (معاصر)

فائدة في نقل الميت

صفحة 190 - الجزء 1

  إن الواجب على أهل الصلاح أن ينهوا عن امتهان القبور ووطئها؛ لقوله تعالى: {لَوْلَا يَنْهَاهُمُ الرَّبَّانِيُّونَ ...} الآية [المائدة ٦٣].

  فإن لم ينتهوا عن ذلك: إما لأنه لا يوجد لهم طريق خالية عن القبور، أو لكثرة الناس وكثرة المارين فيه، وكل يوم يمر غير الذي مر في اليوم الأول - فينبغي حينئذ رفع القبور التي لا بد من رفعها، ويقتصر من ذلك على قدر الضرورة.

  وينقل القبر إلى موضع يصان فيه عن الامتهان ووطء الأقدام، وقد نقل بعض أهل البيت موتاهم من قبر إلى قبر.

  نعم، قد يحصل أن يبني الإنسان له داراً فيظهر فيما بعد أن بها قبراً أو قبوراً، أو على بابها أو في طريقها، عند ذلك يلزم صاحب البيت إما هجر داره، أو رفع البناء من فوق القبور، أو نقل القبور؛ فنقول: قال الله تعالى: {يُرِيدُ اللَّهُ بِكُمُ الْيُسْرَ وَلَا يُرِيدُ بِكُمُ الْعُسْرَ}⁣[البقرة ١٨٥]، {وَمَا جَعَلَ عَلَيْكُمْ فِي الدِّينِ مِنْ حَرَجٍ}⁣[الحج: ٧٨]؛ لذلك فيكون رفع القبور إلى مكان كريم أرفق بالمسلم وأيسر، وقد قال الله تعالى: {وَلَيْسَ عَلَيْكُمْ جُنَاحٌ فِيمَا أَخْطَأْتُمْ بِهِ}⁣[الأحزاب ٥]، فقد وضع البيت على القبور خطأ، ولم تنكشف القبور إلا بعد البناء.

  هذا، وليس في نقل القبر من مكان إلى مكان إهانة وإلا لما فعله الأئمة من أهل البيت À.

فائدة في نقل الميت

  قال أهل المذهب كما في الحواشي: مسألة: ويجوز نقل الميت من قبره إلى موضع آخر لمصلحة له أو لغيره من حي أو ميت، يعني مصلحة دينية. انتهى⁣(⁣١).

  وقد نقل المختار بن أحمد بن الهادي من ريدة إلى صعدة، ونقل المنصور بالله # من كوكبان إلى صنعاء ثم إلى ظفار، ونقل الإمام الشهيد أحمد بن الحسين صاحب ذيبين من شوابة بعد ثلاث سنين إلى ذيبين إلى جنب الشريفة زينب بنت


(١) حاشية شرح الأزهار ١/ ٤٤١، ٤٤٢.