من ثمار العلم والحكمة فتاوى وفوائد،

محمد بن عبد الله عوض المؤيدي (معاصر)

[باب من الحكمة: في تقسيم النفوس]

صفحة 375 - الجزء 3

  صار في حد البهائم فيعقد الشحم.

  وقال: أيما أهل بيت لم يخرج نساؤهم إلى رجال غيرهم ورجالهم إلى نساء غيرهم إلا وكان في أولادهم حمق. اهـ يريد بذلك أنه ينبغي للرجل أن يتزوج من النساء البعيدات، وأن تزوج النساء من الرجال الأباعد.

  وقال: أرفع الناس قدراً من لا يرى قدره، وأكثرهم فضلاً من لا يرى فضله.

  وقال: ليس من المروءة أن يخبر الرجل بسنه؛ لأنه إن كان صغيراً استحقروه، وإن كان كبيراً استهرموه. اهـ

  وقال: أركان المروءة أربعة: حسن الخلق، والسخاء، والتواضع، والنسك. اهـ

[باب من الحكمة: في تقسيم النفوس]

  باب من الحكمة: النفوس ثلاث:

  ١ - نفس غضبية، وطبيعتها منافسة الأكفاء، ومغالبة الأقران، ومكاثرة العشيرة.

  ٢ - نفس ملكية، وهمتها اليقين في العلوم، وإدراك الحقائق، والنظر في العواقب.

  ٣ - نفس بهيمية، وميولها إلى الراحة والانهماك على الشهوة من الطعام والشراب والنكاح.

  وإليك أمثلة على هذه الطبائع الثلاث:

  قيل لضرار بن عمرو: ما السرور؟ قال: إقامة الحجة، وإدحاض الشبهة.

  وقيل لآخر: ما السرور؟ فقال: إحياء السنة، وإماتة البدعة.

  ووجه السؤال نفسه إلى الحصين بن المنذر فقيل له: ما السرور؟ فقال: لواء منشور، والجلوس على السرير، والسلام عليك: «أيها الأمير».

  وقيل لأبي مسلم صاحب الدعوة: ما السرور؟ فقال: ركوب الهمالجة (الدواب الحسنة السير)، وقتل الجبابرة.

  ثم وجه السؤال نفسه إلى امرئ القيس فقيل له: ما السرور؟ فقال: بيضاء رعبوبة، بالطيب مشبوبة، باللحم مكروبة. وكان مفتوناً بالنساء.