[هل يثاب الصائم المتنعم]
  فإن قيل: إذا كان قد صلى المغرب قبل أن تقلع الطائرة، ثم أقلعت، ثم رأى الشمس؛ فهل يجب عليه أن يصلي المغرب مرة أخرى؟
  قلنا: لا يجب عليه أن يصلي المغرب مرة أخرى، وذلك أن ما كتبه الله تعالى على المسلم من الصلوات هو خمس صلوات في اليوم والليلة، وفي الحديث: «لا ظهران في يوم»، ولا خلاف في ذلك.
[هل يثاب الصائم المتنعم]
  سؤال: هل يثاب الصائم المتنعم الذي ينام من بعد صلاة الفجر إلى وقت العصر أو بعد وقته، بحيث لا يبقى من الوقت إلا ساعتان وأذن المغرب، ومع ذلك فلا يحس بجوع ولا عطش؟
  الجواب: أنه يثاب مع النية الصالحة؛ لأن الصيام هو الإمساك عن المفطرات مع النية، والذي ينوي الصيام لوجه الله، ويمسك عن المفطرات إلى وقت المغرب يكون صائماً، سواء رقد أم لم يرقد؛ إذ النوم ليس من المفطرات، ولا من المكروهات، بل هو من المباحات في نهار رمضان وفي غيره.
  فإن قيل: إنه قد ورد: الأجر على قدر المشقة، ومن صام ورقد كما ذكرنا لا يلقى مشقة.
  فيقال له: إن الذي يرقد وهو صائم غير مخل بشيء في صيامه، ولا فاعل لمكروه ولا لمحرم، فلا موجب حينئذ لنقص ثواب صيامه، إلا أنه يقال: إن الصائم الذي يجهده الجوع والعطش في نهاره حتى لا يحين وقت الفطر إلا وقد بلغ منه ذلك كل مبلغ يكون ثوابه أكثر، مع استوائه هو والراقد في ثواب الصيام، وزيادة ثوابه هو في مقابلة ما لحقه من ألم الجوع والعطش والصبر على ذلك.
  وعلى ما ذكرنا يمكننا أن نقول: إن الصيام في أيام الصيف أكثر ثواباً منه في أيام الشتاء؛ لشدة الصيام في الصيف، وخفته في الشتاء، مع استوائهما في ثواب الصيام، وزيادة الثواب في مقابلة الألم والصبر عليه.