[الزيدية طائفة الحق وإن قل عددها]
  عين الحق وعرفوا أهله وطائفته؛ لأن الحق ظاهر مكشوف بحججه وبراهينه.
  ولو التبس الحق بالباطل ولم يتميز، وخفي على الناس ولم يبق طريق إلى معرفته لبطلت حجج الله على عباده، ولبطل التكليف.
  وقد وقع الإجماع والاتفاق على أن حجج الله تعالى وبيناته باقية لا تنقطع إلى يوم القيامة لأدلة كثيرة مثل حديث: «لا تزال طائفة من أمتي على الحق ظاهرين إلى يوم القيامة»، وحديث: «لا تجتمع أمتي على ضلالة»، وقال سبحانه: {وَمِمَّنْ خَلَقْنَا أُمَّةٌ يَهْدُونَ بِالْحَقِّ وَبِهِ يَعْدِلُونَ ١٨١}[الأعراف]، وقال سبحانه: {وَمِنْ قَوْمِ مُوسَى أُمَّةٌ يَهْدُونَ بِالْحَقِّ وَبِهِ يَعْدِلُونَ ١٥٩}[الأعراف]، وبحديث الثقلين، وحديث السفينة، وحديث النجوم، وغير ذلك.
طائفة الحق
  ونقول: إنه بعد الاطلاع على أصول أهل المذاهب وعقائدهم تبين أن الزيدية هم الطائفة المختصة بالحجج الظاهرة، والبراهين القوية دون من عداهم من أهل المذاهب الكبرى الموجودة على الساحة.
[الزيدية طائفة الحق وإن قل عددها]
  قد يقال: كيف تكون الزيدية هي طائفة الحق الناجية وهي طائفة صغيرة قليلة العدد، محصورة في زاوية صغيرة من أرض اليمن، وإذا حسبت طوائف المسلمين فلا تكاد تذكر لقلتها وعدم شهرتها، وشهرتها مقصورة على المختلطين بها والمجاورين لها من سائر الطوائف، أما عموم المسلمين في مشارق الأرض ومغاربها فلا معرفة لها بالزيدية على الإطلاق؟
  قد يقال في الجواب: إن الزيدية وإن كانت قلة قليلة محصورة في زاوية من زوايا اليمن فإنها معروفة على طول التاريخ بإمامها زيد بن علي، وبعقائدها ومذاهبها عند جميع علماء المسلمين.
  وإذا كان علماء الطوائف يعرفون الزيدية وعقائدها ومذاهبها فقد تمت الحجة عليهم.