من ثمار العلم والحكمة فتاوى وفوائد،

محمد بن عبد الله عوض المؤيدي (معاصر)

الشخصيات الإسلامية

صفحة 448 - الجزء 3

من العقد الفريد: [في ذكر علي #]

  انتقص ابن لحمزة بن عبدالله بن الزبير علياً؛ فقال له أبوه: يا بني إنه والله ما بنت الدنيا شيئاً إلا هدمه الدين، وما بنى الدين شيئاً فهدمته الدنيا، أما ترى علياً وما يظهر بعض الناس من بغضه ولعنه على المنابر فكأنما والله يأخذون بناصيته رفعاً إلى السماء، وما ترى بني مروان وما يندبون به موتاهم من المدح بين الناس فكأنما يكشفون عن الجيف. انتهى.

[تعريف الصحابي عند البخاري وابن المديني]

  تعريف الصحابي كما قال البخاري في كتابه: من صحب النبي ÷ أو رآه من المسلمين فهو صحابي.

  وقال علي بن المديني: من صحب النبي ÷ أو رآه ساعة من نهار فهو من أصحاب النبي.

[توثيق جليس الحجاج]

  عنبسة بن سعيد بن العاص بن أمية - جليس الحجاج بن يوسف - قال فيه يحيى بن معين: ثقة. وكذا قال النسائي وأبو داود والدارقطني، وروى له البخاري ومسلم. انتهى من العلم الشامخ.

الشخصيات الإسلامية

  لعبت السياسة منذ موت النبي ÷ فما بعد في تشويه الصورة الحقيقية لرجالات الإسلام التاريخيين، فرفعت رجالاً، ووضعت رجالاً، وعظمت رجالاً، وصغرت رجالاً.

  واشتهرت بسبب السياسة رجال، وخمل بسببها آخرون، بل إن السياسة تجعل من الرجل الراسخ في العلم والإيمان والتقوى زنديقاً يحل دمه وعرضه، ولا تقبل شهادته ولا روايته، فيجيء الكاتب والمؤلف والمؤرخ وغيرهم فيسطر في كتابه عن الشخصية ما ظهر واشتهر على الساحة من عظمتها أو حقارتها أو ... إلخ، من غير نظر منه ولا التفات لما صنعته السياسة، ثم يجيء الباحث من بعد فيأخذ ما يجد في ذلك الكتاب ويعتمد عليه في تقييم الشخصيات الإسلامية.