[حكم من يفسر بعض الآيات تفسيرا غامضا وغريبا]
  العلماء استنباطها واستخراجها، وكذلك يهديه الله تعالى ويوفقه إلى معرفة السنة الصحيحة وتمييزها من غيرها، ثم إلى استخراج الأحكام الشرعية واستنباطها منها، وهذا مصداق قوله تعالى: {وَالَّذِينَ اهْتَدَوْا زَادَهُمْ هُدًى وَآتَاهُمْ تَقْوَاهُمْ ١٧}[محمد]، وقوله: {إِنْ تَتَّقُوا اللَّهَ يَجْعَلْ لَكُمْ فُرْقَانًا ...}[الأنفال ٢٩].
  أما دعوى أن الإمام يعلم الأحكام الشرعية من غير نظر واستنباط من كتاب الله تعالى وسنة رسوله ÷ فهي دعوى باطلة، وكذلك دعوى علم الغيب، وهذا هو الغلو المذموم في دين الإسلام، قال أمير المؤمنين #: (سيهلك فيّ اثنان محب غال ومبغض قال ...)، وهكذا كان الحال فقد غلا قوم فيه # حتى جعلوه رباً، وأبغضه قوم وتنقصوه حتى لعنوه، بل جعلوا لعنه سنة، عليهم لعائن الله.
  وكذلك غلا قوم في أهل البيت $ حتى ادعوا لهم علم الغيب، وأنهم يعلمون من غير تعلم، وأنهم معصومون وأنهم ... إلخ.
[حكم من يفسر بعض الآيات تفسيراً غامضاً وغريباً]
  سؤال: نسمع من بعض الناس تفسير آيات من الكتاب العزيز، ونستنكره بعض الاستنكار لما فيه من الغرابة، وذلك كتفسير الوجه في قوله تعالى: {وَيَبْقَى وَجْهُ رَبِّكَ}[الرحمن ٢٧] بأهل البيت، وتأويل {بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ} بـ «علي بن أبي طالب»، وتفسير الضمير في قوله تعالى: {إِنَّ اللَّهَ لَا يَغْفِرُ أَنْ يُشْرَكَ بِهِ}[النساء ٤٨] بعلي بن أبي طالب ونحو ذلك كثير، هذا مع انتمائهم إلى أهل البيت $، ثم يدعون ويقولون: إنهم يفسرون القرآن بعلم لدني، ويصفون من كان كذلك بالعالم الرباني، ثم يصفون سائر العلماء بأنهم علماء كتب، فهل هذا التفسير الغريب صحيح؟
  الجواب والله الموفق والمعين: أن التفسير الذي ذكرتموه تفسير غريب ومستنكر، وغير معروف عن أئمة أهل البيت $، ولا عن علمائهم، ولا عن