الاختلاف
  وتعليم النبي ÷ لأمته كيفية الصلاة عليه ليس من تلقاء نفسه، وإنما هو من عند الله تعالى {وَمَا يَنْطِقُ عَنِ الْهَوَى ٣ إِنْ هُوَ إِلَّا وَحْيٌ يُوحَى ٤}[النجم] {وَمَا آتَاكُمُ الرَّسُولُ فَخُذُوهُ وَمَا نَهَاكُمْ عَنْهُ فَانْتَهُوا}[الحشر].
  ولو علم الله تعالى أن آل محمد ÷ سيخالفون الحق بعد موت النبي ÷ أو في الأزمنة المستقبلة لَمَا قرنهم بالنبي ÷، ولما شرع الصلاة عليهم مع النبي ÷ ما بقي التكليف.
  ولكن أمة محمد تنكرت لأهل بيته من بعد موته، وأعرضت عنهم، بل حاربتهم وقتلتهم، ثم جعلت لعنهم على منابر الجمعة سنة، وقد استمرت تلك السنة الملعونة من عهد معاوية إلى أن تولى عمر بن عبد العزيز فأزالها، وجعلت حب علي بن أبي طالب وأهل البيت ذنباً لا يغفر (زندقة).
  وما زالت عداوة أهل البيت إلى اليوم دينًا يدان به، وما زالت محبتهم والاهتداء بهديهم ذنبًا عظيمًا وجريمة تخرج صاحبها من الإسلام تقريبًا.
  وأهل هذا المذهب هم الكثرة الغالبة من المسلمين، وهم أهل السنة والجماعة.
  وبذلك يكون أهل السنة والجماعة قد أغلقوا على أنفسهم الطريق المؤدية إلى معرفة الحق الذي عناه الله تعالى وأراده من تفسير آيات القرآن، فلا يمكنهم أبدًا معرفة ذلك ولا سبيل لهم إلى الوصول إليه.
  وهكذا لا يجوز الركون إلى مذهبهم وعقائدهم؛ لأنهم أعرضوا عن الطريق الصحيحة المؤدية إلى المذاهب الحقة، وأخذوها من طريق مريبة.
الاختلاف
  لا يلبث أهل المذهب الواحد فترة من الزمن إلا ويحدث فيهم الخلاف فينقسمون إلى مذهبين، ثم بعد مدة من الزمن ينقسم كل واحد من المذهبين إلى مذهبين، وهكذا. وإذا نظرت إلى مذاهب المسلمين وجدتها كذلك.