باب صفة الصلاة
فائدة في تكرار التشهد والتكبير
  قال المهدي #: فمن يكرر التشهد والتكبير فهو فاعل بدعة وضلالة، وطاوع الشيطان.
  وقال الغزالي: ذلك نقصان في الدين وسخف في العقل. اهـ من الحواشي على الأزهار(١).
[هل تجب إجابة نداء الوالدين على المصلي]
  سؤال: إذا نادى أحد الأبوين ولدهما وهو يصلي فهل يستمر في صلاته، أو يقطعها ليبادر بالجواب عليهما، ويلبي طلبهما؟
  الجواب ومن الله التوفيق: أن للوالدين حقاَ عظيماً، وقد أمر الله تعالى بالإحسان إليهما، وأدنى درجات الإحسان أن لا يصدر منه أذى إليهما ولا يتسبب فيما يؤذيهما، فإذا عرف الولد الذي يصلي أن استمراره في الصلاة عندما يناديه أحدهما يتسبب في حرج صدره وفورة دمه وانفعال نفسه، فلا يجوز له الاستمرار في الصلاة بل يقطعها.
  وذلك أنه لا يجوز للولد أن يتسبب فيما يغضبهما ويحرجهما ويقلقهما.
  أما إذا عرف الولد أنه لا يحصل شيء من ذلك إذا استمر في صلاته فليستمر في صلاته، وذلك لأن استمراره في الصلاة لا يتسبب في أذيتهما.
  هذا هو ما يتوجه القول به على مقتضى ما أمر الله تعالى به من الإحسان إليهما.
  أما سائر من أمر الله تعالى بالإحسان إليهم من الأقارب والجيران والأصحاب وغيرهم فلا يلزم لهم مثل ذلك؛ لأن الله تعالى وإن أمر بالإحسان إليهم فليس لهم من الحق على الشخص مثل ما للأبوين، فإن الله تعالى خصهما بالمزيد من الوصايا والعناية والشفقة والرحمة والتعطف، وأن لا يصدر من الولد ما يؤذيهما ولو دق: {إِمَّا يَبْلُغَنَّ عِنْدَكَ الْكِبَرَ أَحَدُهُمَا أَوْ كِلَاهُمَا فَلَا تَقُلْ لَهُمَا
(١) شرح الأزهار ج ١ ص ٣٢٣.