باب صفة الصلاة
  يستدل البعض من الناس بهذا الحديث على صحة صلاة الظهر خلف الإمام الذي يصلي العصر، وعندي أن ليس في ذلك دليل؛ فمعنى الحديث: أن الإمام إنما جعل إماماً من أجل أن يتابعه المؤتم ويقتدي به، فإذا كبر فكبروا ... إلخ؛ فتوهم البعض أن متابعة الإمام والاقتداء به في التكبير والركوع والسجود، و ... إلخ - كافٍ في صحة الصلاة سواء اتحد فرضهما أم اختلف.
  والذي تبين لي أن القصر جاء لأجل مخالفة الصحابة للنبي ÷ حين صلى بهم وهو قاعد، وصلوا خلفه قياماً؛ فالقصر قصر إفراد، وذلك أن الصحابة اعتقدوا جواز مخالفة الإمام ومتابعته، فقال النبي ÷: «إنما ... إلخ».
  وإذا كان القصر غير حقيقي فلا يدل الحديث على ما قالوا، ولا يصح أن يكون القصر حقيقياً؛ لأن المعنى حينئذ أن الإمام لم يكن إماماً إلا لهذا الغرض وهو متابعته لا لغيره من الأغراض، وذلك غير صحيح؛ فالمعلوم أن الإمام جعل لأغراض أخر منها: إحراز فضيلة الجماعة، ومضاعفة ثواب الصلاة، ومنها إظهار شعيرة الإسلام.
  وفي اجتماع أهل البلد الواحد في اليوم والليلة عدة مرات مصالح دينية ودنيوية لا تخفى، مثل تقوية الإحساس بالأخوة في الدين، وإحياء المودة بين أهل ذلك المجتمع، وحصول المشاورة فيما يهمهم، وتيسير المناصحة فيما بينهم، وفرصة تعليمهم وتثقيفهم.
[فائدة في التسبيح]
  «سبحان الله العظيم وبحمده، سبحان الله الأعلى وبحمده»: المعنى الذي ينبغي أن يستحضره قائل ذلك في صلاته أو في غيرها: أسبح الله بما سبح به نفسه، وأحمده بما حمد به نفسه، وقد تضمن هذا الذكر الذي يقال في الركوع والسجود توحيد الله وشكره.