من ثمار العلم والحكمة فتاوى وفوائد،

محمد بن عبد الله عوض المؤيدي (معاصر)

فوائد تتعلق بباب القضاء

صفحة 415 - الجزء 2

كتاب القضاء والحكم والحكام

فوائد تتعلق بباب القضاء

  ١ - الحكم بين الناس بالحق والعدل الذي أمر الله تعالى به في كتابه لا يتم إلا بأن يتثبت القاضي فيما يقوله المدعي والمجيب، فليس من التلقين أن يسأل ويستفسر: وماذا تقصد بكذا، و ... الخ.

  ٢ - والذي أرى من العدل اللازم على الحاكم أنه إذا كان أحد الخصمين المتنازعين عنده امرأة أو رجلاً ضعيفاً وعياً أن يطلب منه أن يستصحب رجلاً عارفاً، أو يأمر أحد رجاله بأن ينظر في أمره، ثم يتكلم عنه فيدعي أو يجيب.

  ٣ - وإنما الممنوع أن ينصب الحاكم من نفسه خصماً فيدعي أو يجيب، أو يقول لأحدهما: قل كذا وكذا.

  ٤ - من تمام عدل الحاكم وحكمه بالحق، أن يسوي بين المتنازعين في الكلام والانبساط إليهما، وفي المجلس بل إن ذلك أول عدله بين المتخاصمين، فيجب عليه أن يكون شديد التحفظ مما يشعر بالميل إلى أحدهما، فلا يضيف أحدهما دون الآخر أو نحو ذلك.

  ٥ - في المثل: «جبلت النفوس على حب من أحسن إليها»، يجب على القاضي أن يكون متحفظاً عما يدعوه إلى الميل إلى أحد الخصمين، فلا يقبل الهدية، ولا ينزل على أحد الخصمين، وذلك من أجل إقامة العدل والتحفظ من الميل في الحكم، ومن أجل البعد بنفسه عن التهم.

  ٦ - إذا حلف المنكر وحكم الحاكم، ثم حصل منه اعتراف بعد ذلك أو أحضر المدعي شهادة عادلة على تثبيت الحق - عمل الحاكم بموجب ذلك؛ لما أمر الله به من الحق والعدل، وعلى هذا فيكون الحكم الأول بمنزلة المقيد بعدم الشهادة أو الإقرار.