[العمل بخبر الآحاد]
[العمل بخبر الآحاد]
  سؤال: قال علماء الأصول: إن الخبر الآحاد لا يفيد إلا الظن فلا يعمل به إلا في المسائل الفرعية، وأن نحو وجوب الصلاة ونحوها من المسائل التي يعم بها البلوى علماً وعملاً لا يقبل فيها إلا خبر يفيد العلم.
  ولكن الرسول ÷ قد أرسل إلى اليمن الإمام علي بن أبي طالب ومعاذ بن جبل ليدعوَا الناس إلى الإسلام، وأمرهما أن الناس إذا أسلموا فيعلمانهم بوجوب الصلاة عليهم والزكاة ونحوهما، وعمل أهل اليمن بقولهما مع أن خبريهما ظنيان؛ فما السبب في ذلك؟
  الجواب والله الموفق: أن النبي ÷ كان يبعث الآحاد غير أن الآحاد كانوا يقرأون على الناس القرآن، والناس عرب يفهمون الإعجاز، ومن خلاله يحصل لهم العلم بالتوحيد ونفي الشريك، والعدل والحكمة، وأسماء الله تعالى، والإيمان، والملائكة، والأنبياء، والرسل، والكتب، والبعث بعد الموت، والحساب، والجنة والنار، والعلم بوجوب الصلاة والزكاة، و ... و ... إلخ.
  هذا، مع أن النبي ÷ كان قد اشتهر أمره في البلدان، واشتهر دينه الذي يدعو إليه من أنه يأمر بخمس صلوات في اليوم والليلة ويأمر بكذا وكذا ... إلخ.
  وبناءً على هذا فالعلم بجملة الدين وأصوله حاصلة للناس إما من القرآن أو من جهة الشهرة والتواتر، ولم يبق إلا التفصيل لما علم جملة، وذلك مما يقبل فيه خبر الآحاد.
  هذا، بالإضافة إلى احتمال وجود قرائن وشواهد تشهد للمبعوثين من قبل النبي ÷ مثل تلاوتهم للقرآن المعجز، وظهور التقوى وسيماء الصلاح ونور الإسلام على وجوههم، وأن ما بعثوا به من الدين إنما يأمر بالمعروف وينهى عن الفحشاء والمنكر، ونحو شهادة المصاحبين لهم والمرافقين ... إلى غير ذلك.
  أما خبر الواحد بمجرده فلا يفيد العلم واليقين. هذا ما ظهر لي والله أعلم.