من ثمار العلم والحكمة فتاوى وفوائد،

محمد بن عبد الله عوض المؤيدي (معاصر)

[حكم الانتفاع بالحمير في حراثة الأرض]

صفحة 546 - الجزء 3

  سؤال: قد كشف العلم الحديث أن الأرض كروية والشمس كذلك، وأن الشمس تبعد عن الأرض آلاف الكيلومترات وقد قال الله في سورة الكهف حكاية عن ذي القرنين #: {حَتَّى إِذَا بَلَغَ مَغْرِبَ الشَّمْسِ وَجَدَهَا تَغْرُبُ فِي عَيْنٍ حَمِئَةٍ وَوَجَدَ عِنْدَهَا قَوْمًا}⁣[الكهف: ٨٦]، مع العلم أن ذا القرنين # لم يخرج من الأرض. فهل العلم الحديث معارض للقرآن؟ أم أن للآية تفسيراً غير الظاهر؟

  وأيضاً العلم الحديث كشف أن الشمس مشرقة على الأرض دائماً، وقد وردت أحاديث عن النبي ÷ أن الشمس عندما تغرب تستقر عند قوائم العرش ... إلخ، أو كما قال؛ فهل هذه الأحاديث باطلة؟

  الجواب والله الموفق: أن الأرض كروية كما استقر عليه علماء الفلك في هذا العصر، وقد قال بذلك قديماً الإمام المهدي أحمد بن يحيى المرتضى في مقدمة البحر، وصاحب الكشاف، والرازي، هذا ما رأيته في كتب هؤلاء، ولعل غيرهم من الأولين يقول بذلك.

  واعلم أنه لا معارضة ولا منافاة؛ فرؤية ذي القرنين للشمس عند غروبها في عين حمئة كرؤية أحدنا لها عند غروبها في البحر الأحمر كما يبدو للعين، فغروبها في عين حمئة إنما هو باعتبار ما يبدو للرائي والناظر، وليس بغروب وغياب عن الأرض تماماً قطعاً، ويمكن معرفة ذلك بالتلفون والمذياع (الراديو).

  وأما الأحاديث التي ذكرت فإن أمكن تأويلها فذاك وإلا تركت.

[حكم الانتفاع بالحمير في حراثة الأرض]

  سؤال: هل يجوز الانتفاع بالحمير في حراثة الأرض مع العلم أنا نراها تتعب، ويظهر عليها التعب والإجهاد الشديد في الحراثة؟

  الجواب: أنه لا يجوز إتعاب الحمير وغيرها من الحيوانات وإجهادها إلا بما أذن الله لعباده فيها، والذي أذن الله تعالى به من الإتعاب في الحمير هو الركوب والحمل على ظهورها قال تعالى: {وَالْخَيْلَ وَالْبِغَالَ وَالْحَمِيرَ لِتَرْكَبُوهَا وَزِينَةً}⁣[النحل ٨]؛