كتاب الإمامة
[ما حدث من المسلمين في مرض الرسول ÷ وبعد وفاته]
  سؤال: مما يحير العقل ما حدث من المسلمين بعد وفاة الرسول ÷ وقبل ذلك عند مرضه وحثه للخروج في بعث أسامة وتثاقلهم عن إجابته وكأنهم أشفق به من نفسه، ثم لما توفي ÷ تركوه وانشغلوا بأمر البيعة للخلافة، وهنا سؤال: لماذا كان الأنصار وحدهم مجتمعون في السقيفة؟ ولماذا بايعوا لأبي بكر؟ ثم لمَّا دعاهم علي أو فاطمة بعد ذلك قالوا: إن هذا القول لو سمعناه منكم قبل البيعة لأبي بكر لما تخلف منا رجل.
  وأين الأحاديث التي في ذكر علي # وأحقيته بالخلافة؟ فهل نسيها الكل، أم تناسوها؟ مع أن الأنصار محبون لعلي #.
  وكذلك حادثة الاعتراض على كتاب رسول الله ÷ (رزية يوم الخميس)، كل هذا موجود في مصادر الشيعة والسنة، فكيف يمكن تصوير الموقف على حقيقته؟ وهل هناك في الأحاديث ما لم يكن يعرفه أهل ذلك العصر؟ أم أن هناك وجهاً آخر خفياً كان يتصرف ويعرقل الأوامر النبوية؟
  أوضحوا لنا الأمر وما عذر من له عذر؟ وما هو الحق في هذه الأحداث؟
  الجواب: لا شك ولا إشكال في انحراف قريش في الجملة عن علي # وعداوتهم له، وفي نهج البلاغة الكثير من شكايته من قريش مثل قوله: (اللهم إني أستعديك على قريش فإنهم قطعوا رحمي، ومنعوني حقاً هو لي ..) أو كما قال، ومثل قوله: (جزت قريشاً عني الجوازي ... إلخ).
  وقد سيطرت قريش على الخلافة بعد النبي ÷ وصارت الخلافة قرشية خالصة، وأبعد عنها بنو هاشم والأنصار فلم تجعل لهم فيها قريش حظاً ولا نصيباً.
  وأعلنت الحرب الباردة على علي # وأهل البيت وعلى الأنصار؛ فمنع الخلفاء الحديث عن النبي ÷ على الإطلاق رواية وكتابة، فلم يجسر أحد على أن يروي فضل علي وأهل البيت أو فضل الأنصار، ثم روجوا الدعايات