من ثمار العلم والحكمة فتاوى وفوائد،

محمد بن عبد الله عوض المؤيدي (معاصر)

[كروية الأرض]

صفحة 545 - الجزء 3

  الْقِيَامَةِ}⁣[الأعراف: ٣٢]، وذكر الله تعالى في صفة بعض أصحاب النبي ÷ في قوله تعالى: {وَآخَرُونَ يَضْرِبُونَ فِي الْأَرْضِ يَبْتَغُونَ مِنْ فَضْلِ اللَّهِ ...}⁣[المزمل: ٢٠]، وقد جعل الله تعالى ذلك الضرب سبباً للتخفيف على المسلمين مما كان قد أوجبه في أول الإسلام من قيام الليل كله بالصلاة، أو قيام نصفه أو ثلثه المذكور في سورة المزمل، واقرأ سورة المزمل من أولها إلى قوله: {إِنَّ رَبَّكَ يَعْلَمُ أَنَّكَ تَقُومُ أَدْنَى ...} إلى آخر السورة.

  إذاً فالمحرم أن تملكك الدنيا لا أن تملكها، والمذموم حرامها لا حلالها، والغني الشاكر المؤدي حقوق الله تعالى من نفسه ومن ماله خير من الفقير الصابر.

  وما ورد من الذم عن النبي ÷ وعن علي # وعن غيرهما فالمراد به ما ذكرنا.

  ولا بأس بالمواعظ العامة التي تحذر من الدنيا على العموم والإطلاق؛ لأن الناس مطبوعون على حب المال والدنيا وزينتها، وتلك المواعظ تخفف من شدة الطمع.

  وكان النبي ÷ يحذر من الدنيا في مواعظه ثم يقول: «اتقوا الله وأجملوا في الطلب»، ثم فسر ÷ الإجمال في الطلب فقال ÷: «خذوا ما حل ودعوا ما حرم».

  - ولا مانع من فرح المؤمن بالموت وحبه للقاء الله تعالى، ولا منافاة بينه وبين التهويل بالموت وبما بعده؛ لأن ذلك متوجه إلى غير المؤمن.

  ولا بأس من التهويل بالموت وبما بعده على الإطلاق من غير تخصيصه بأعداء الله، وذلك لما فيه من الألطاف للمؤمن، والله أعلم.

[كروية الأرض]

  سؤال: هل الأرض كروية أم مسطحة؟

  الجواب: أن الأرض كروية وهو مذهب الكثير من علماء المسلمين وأئمتهم، والدليل على كرويتها أن بقاع الأرض تختلف في الوقت الواحد من ليل إلى نهار ومن صباح إلى مساء، ولو كانت مسطحة لاستوى الوقت على وجه الكرة الأرضية.