أصول علم الكلام ومنبعه
  أو يا فلان أن تغيثني، أو أعوذ بك من الشيطان الرجيم، فلم يرد على هذه الصفة ونحوها، وإنما المروي هو نحو ما ذكرنا.
  أما حكم ذلك فإنه لا يجوز أن نحكم على قائل ذلك بالشرك أو بالبدعة، وذلك أن الاستعاذة وطلب الغوث من غير الله تعالى جائز.
  والدليل على ذلك: قوله تعالى: {وَإِنِ اسْتَنْصَرُوكُمْ فِي الدِّينِ فَعَلَيْكُمُ النَّصْرُ ... الآية}[الأنفال ٧٢]، وقوله تعالى: {فَاسْتَغَاثَهُ الَّذِي مِنْ شِيعَتِهِ عَلَى الَّذِي مِنْ عَدُوِّهِ ..}[القصص ١٥]، وقوله تعالى حكاية: {لَوْ أَنَّ لِي بِكُمْ قُوَّةً أَوْ آوِي إِلَى رُكْنٍ شَدِيدٍ ٨٠}[هود]، وقد استجار رسول الله ÷ يوم رجع من الطائف إلى مكة بمطعم بن عدي فأجاره، وهذا أمر معروف في الإسلام وقبل الإسلام، وجاء الرسول ÷ بالإسلام فأقر ذلك ولم ينكره، بل إنه ÷ كما ذكرنا قد استجار من المشركين بمطعم بن عدي.
  ويجوز عقلاً وشرعاً أن يستعيذ المرء من عدوه بالجبل أو بالحصن أو بغير ذلك، وبناءً على ذلك فلا يقال لمن طلب الغوث والجوار والعياذ من حي أو ميت - إنه مبتدع أو مشرك، بل غاية ما أتى من يطلب الغوث من ميت أنه طلب ما لا يحصل، أو من لا يقدر، وطلب ذلك من حي أو ميت لا يكون شركاً.
  فإن قيل: فما هو الشرك؟
  قلنا: الشرك هو عبادة غير الله تعالى، وما ذكر سابقاً ليس بعبادة، وإنما هو طلب وسؤال، ولا يجوز حمله على غير ذلك في حق المسلمين.
أصول علم الكلام ومنبعه
  علم الكلام في الحقيقة من العلوم التي اشتمل عليها القرآن وتحدث عنها بكثرة، فقد تحدث القرآن عن:
  ١ - إثبات وجود الله سبحانه وتعالى وقدرته وعلمه، و ... إلخ، وصرف في إثبات ذلك الآيات ونوع الدلالات، والنظر والفكر.