من ثمار العلم والحكمة فتاوى وفوائد،

محمد بن عبد الله عوض المؤيدي (معاصر)

[أحسن الدعاء وأحسن الذكر وأحسن أوقات الإجابة]

صفحة 359 - الجزء 3

  طبعها الله عليها.

  - وقال تعالى: {وَالَّذِينَ إِذَا فَعَلُوا فَاحِشَةً أَوْ ظَلَمُوا أَنْفُسَهُمْ ذَكَرُوا اللَّهَ فَاسْتَغْفَرُوا لِذُنُوبِهِمْ وَمَنْ يَغْفِرُ الذُّنُوبَ إِلَّا اللَّهُ وَلَمْ يُصِرُّوا عَلَى مَا فَعَلُوا وَهُمْ يَعْلَمُونَ ١٣٥ أُولَئِكَ جَزَاؤُهُمْ مَغْفِرَةٌ مِنْ رَبِّهِمْ وَجَنَّاتٌ ...} الآية [آل عمران]:

  ٨ - المغفرة والجنة.

  فكل هذه الرغائب العظيمة التي آخرها المغفرة والجنة مترتبة على الاستغفار، وهي غاية ما يرغب فيه الراغبون، ومنتهى ما يطلبه الطالبون ويسعى لتحصيله الساعون، وعلى الجملة فإنه يترتب على الاستغفار خير الدنيا ونعيمها وخير الآخرة ونعيمها.

[أحسن الدعاء وأحسن الذكر وأحسن أوقات الإجابة]

  سؤال: ما هو أحسن الدعاء؟ وما هو أحسن الذكر؟ وما هو أحسن الأوقات لإجابة الدعاء؟

  الجواب والله الموفق والمعين: أن أحسن الدعاء هو الاستغفار بدليل ما حكاه الله تبارك وتعالى من إيمان الرسول ÷ والمؤمنين في آخر سورة البقرة، فكان أول دعائهم بعد ذكر الإيمان هو قولهم: {غُفْرَانَكَ رَبَّنَا وَإِلَيْكَ الْمَصِيرُ ٢٨٥}⁣[البقرة]، وحكى الله تعالى دعاء نوح #: {رَبِّ اغْفِرْ لِي وَلِوَالِدَيَّ وَلِمَنْ دَخَلَ بَيْتِيَ مُؤْمِنًا وَلِلْمُؤْمِنِينَ وَالْمُؤْمِنَاتِ وَلَا تَزِدِ الظَّالِمِينَ إِلَّا تَبَارًا ٢٨}⁣[نوح]، ودعاء موسى: {رَبِّ اغْفِرْ لِي وَلِأَخِي}⁣[الأعراف ١٥١]، ومدح الله أولي الألباب فقال تعالى: {الَّذِينَ يَقُولُونَ رَبَّنَا إِنَّنَا آمَنَّا فَاغْفِرْ لَنَا ذُنُوبَنَا وَقِنَا عَذَابَ النَّارِ ١٦ الصَّابِرِينَ وَالصَّادِقِينَ وَالْقَانِتِينَ وَالْمُنْفِقِينَ وَالْمُسْتَغْفِرِينَ بِالْأَسْحَارِ ١٧}⁣[آل عمران]، وقال تعالى: {كَانُوا قَلِيلًا مِنَ اللَّيْلِ مَا يَهْجَعُونَ ١٧ وَبِالْأَسْحَارِ هُمْ يَسْتَغْفِرُونَ ١٨}⁣[الذاريات].

  وأمر نبيه ÷ فقال: {وَاسْتَغْفِرْ لِذَنْبِكَ وَلِلْمُؤْمِنِينَ وَالْمُؤْمِنَاتِ}⁣[محمد ١٩]، {... فَسَبِّحْ بِحَمْدِ رَبِّكَ وَاسْتَغْفِرْهُ}⁣[النصر ٣]، {إِنَّهُ كَانَ فَرِيقٌ مِنْ عِبَادِي