من ثمار العلم والحكمة فتاوى وفوائد،

محمد بن عبد الله عوض المؤيدي (معاصر)

[حكم الصلاة على من اتهم بشرب السم]

صفحة 185 - الجزء 1

  معروفاً بذلك، قال: يبتهل عليه باللعنة والخلود في النار ... إلخ، انتهى.

  قلت: في هذا ما يدل على أنه يجوز الصلاة على الفاسق من غير ضرورة، غير أنه لا يدعو له بالمغفرة ونحوها، ولكن يدعو عليه.

  وفي المجموعة الفاخرة ما يدل على أنه يصلى على الفاسق.

[حكم الصلاة على من اتهم بشرب السم]

  سؤال: امرأة تزوجت وكانت مستقيمة على التقوى، ثم ماتت فجأة، فتردد كلام بين الناس أنها شربت سماً، وقد كانت قبل موتها طلبت المسامحة من بعض أقاربها؛ فهل يجوز الدعاء لها والاستغفار؟ وكذلك الصلاة عليها؟

  الجواب والله الموفق: أن الواجب هو البقاء على الموالاة وما يلحق بذلك من جواز الدعاء والاستغفار وندبيته واستحبابه، ولا يجوز الخروج من ذلك إلا ببينة واضحة قاطعة؛ لقوله تعالى: {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اجْتَنِبُوا كَثِيرًا مِنَ الظَّنِّ إِنَّ بَعْضَ الظَّنِّ إِثْمٌ}⁣[الحجرات ١٢]، وقوله تعالى: {يَاأَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ وَقُولُوا قَوْلًا سَدِيدًا ٧٠}⁣[الأحزاب]، وقوله تعالى: {وَلَا تَقْفُ مَا لَيْسَ لَكَ بِهِ عِلْمٌ إِنَّ السَّمْعَ وَالْبَصَرَ وَالْفُؤَادَ كُلُّ أُولَئِكَ كَانَ عَنْهُ مَسْئُولًا ٣٦}⁣[الإسراء].

  وشياع شربها للسم بين الناس ليس ببينة واضحة؛ فكثيراً ما يتردد بينهم الباطل كما حكى الله في قصة الإفك: {إِذْ تَلَقَّوْنَهُ بِأَلْسِنَتِكُمْ وَتَقُولُونَ بِأَفْوَاهِكُمْ مَا لَيْسَ لَكُمْ بِهِ عِلْمٌ ...} الآية [النور ١٥]، وطلبها للمسامحة ليس ببينة أيضاً.

[الصلاة على ميت كان يتساهل في بعض المعاصي]

  سؤال: هل تجوز الصلاة على الميت الذي كان يتساهل في الشتم وكشف الفخذ؟

  الجواب والله الموفق: المذهب كما في حواشي الأزهار: أن صلاة الجنازة والغسل يجبان على الذي هو في حكم الفاسق وهو مجروح العدالة، انتهى⁣(⁣١) بمعناه.

  قلت: الذي يبدو لي أن المراد بالذي في حكم الفاسق هو الذي يتساهل في


(١) حاشية شرح الأزهار ١/ ٤٢٥.