لمن القرآن
لمن القرآن
  أنزل الله تعالى القرآن المجيد للناس جميعاً لم يخص به أحداً من دون أحد، وأخذ سبحانه وتعالى على العلماء أن يبينوا للناس ما تضمنه القرآن من الشرائع والأحكام و ... إلخ؛ لأن العلماء هم ورثة الأنبياء À، وقد كان الرسول ÷ هو الذي يبين للناس ما نزل إليهم من القرآن.
  وقد كان مما بين ÷ وشرح لأمته أنهم إذا اختلفوا في شيء من شرائع القرآن وأحكامه وتفسيره وتأويله فإنه يجب عليهم الاحتكام إلى علماء أهل بيت نبيهم ÷، فإن الحق معهم وفيهم لا يفارقهم ولا يفارقونه إلى يوم القيامة.
[دور أهل البيت $ في توضيح الحق]
  وأهل البيت $ قد قاموا بدورهم في هذا المجال فإنهم نظروا منذ يومهم الأول في كل ما عند علماء أمة محمد ÷ من العلم والخلافات فيه فأصدروا القول الفاصل في الخلافات، وبينوا الحق في جميع علوم القرآن، فكتبوا في معارف التوحيد والعدل والوعد والوعيد والإمامة و ... إلخ.
  وكتبوا في علوم الاستنباط والاجتهاد وما يلحق بها، وكتبوا في علم الحديث والفقه والسير والتصوف والعرفان والتأريخ و ... إلخ.
  فبينوا في كل ذلك الحق وأيدوه بالحجج والبراهين، وفندوا أقوال كل من خالف الحق بالأدلة الواضحة، وكل ذلك قياماً منهم بحق الخلافة التي جعلها الرسول ÷ إليهم في حديث الثقلين.
  وقد كان من أبرز أعمالهم على طول التأريخ في هذا المجال أن فندوا ما جاءت به المعتزلة في علم الكلام من الأقوال الخارجة عن الحق، دون ما وافق الحق فلم يتعرضوا لإبطاله، بل أيدوه ونصروه.
  وكذلك نظروا فيما جاء به أهل الحديث من الروايات عن النبي ÷ فردوا منها ما خرج عن الحق دون ما سواه، وهكذا نظروا في أصول الفقه الذي