المتشابه:
المتشابه:
  المقصود بالمتشابه هو المتشابه في معناه كما قدمنا في المحكم.
  والمتشابه في المعنى: هو أن يكون للفظ معنيان أو أكثر متشابهة، بمعنى: أن اللفظ المتشابه يطلق في لغة العرب على معنيين أو أكثر وذلك كلفظة «عين» فإنها تطلق ويراد بها عين الإنسان التي يبصر بها، وتطلق أيضاً ويراد بها عين الماء الخارجة من الأرض.
  والدليل على ما ذكرنا من التفسير: أن لفظة «متشابه» في الآية اسم فاعل مشتق من التشابه، والتشابه لا يكون إلا بين اثنين فما فوق؛ فإذا كان للفظ القرآني عدة معانٍ مختلفة سمي متشابهاً؛ لأن اللفظ يصح إطلاقه على كل واحد منها فهي متشابهة في صحة هذا الإطلاق.
  ولا يصح تفسير المتشابه بغير ما ذكرنا، وذلك لأن ما ذكرنا من التفسير متوافق مع الواقع فإن اختلاف الأمة وزيغ كثير من طوائفها مستند إلى التفسير لكثير من الآيات بأحد المعاني المحتملة في كل آية.
  ومن أمثلة ذلك قوله تعالى: {يُضِلُّ اللَّهُ مَنْ يَشَاءُ وَيَهْدِي مَنْ يَشَاءُ}[المدثر: ٣١]، فأهل الجبر يقولون في تفسير ذلك: إن الله سبحانه وتعالى يدخل من يشاء في الضلال، ويدخل من يشاء في الهدى، وجعلوا هذه الآية وما أشبهها دليلاً على ما يذهبون إليه من أن العبد لا مشيئة له ولا اختيار فيما يفعل من المعاصي والطاعات، وأن الله تعالى هو الذي يخلق العصيان أو الطاعة في العبد.
  ثم فسر الآية آخرون بغير ما تقدم فقالوا: إن المراد في الآية المذكورة هو الحكم والتسمية بمعنى أن الله تعالى يحكم على من يشاء بالضلال ويسميه به، ويحكم على من يشاء بالهدى ويسميه به، واستدلوا على ذلك التفسير وصحته بأن العرب في لغتها تقول: أضلني فلان، وكفَّرني وفسَّقني تريد: أنه نسبني إلى الضلال وسماني ضالاً، ومن ذلك قول الشاعر في علي #: