من ثمار العلم والحكمة فتاوى وفوائد،

محمد بن عبد الله عوض المؤيدي (معاصر)

[من إيجابيات وسلبيات شجرة القات]

صفحة 539 - الجزء 3

  ومن هنا قال تعالى: {وَفِي ذَلِكَ فَلْيَتَنَافَسِ الْمُتَنَافِسُونَ ٢٦}⁣[المطففين]، وفي ذلك من المصالح العظيمة ما لا يخفى.

[من إيجابيات وسلبيات شجرة القات]

  - من إيجابيات شجرة القات للمخزن أنها تزيل عنه القعام - (التثاؤب) - والفتور، وتثير نشاط الجسم وتصفي الذهن وتزكي الفكر، فإذا قرأ قرأ بذهنٍ صافٍ، ووجد حلاوة القرآن، وإذا صلى صلى بذهن حاضر وقلب خاشع، فيصلي بحيوية ونشاط، ويقرأ القرآن بحيوية ونشاط، ويدعو بحيوية ونشاط واندفاع.

  وهذه الحيوية والنشاط لا تغير من العقل شيئاً، ولا تماثل ولا تشبه ما تحدثه المخدرات والخمر من النشاط والطرب الذي يخرج بصاحبه عن حدود المعقول، فيتصرف تصرف المجانين ويعمل أعمالهم، ويسلب صاحبه ثوب الحياء فيصدر منه الأعمال المستنكرة التي يترفع عنها العقلاء حياءً بوقاحة وكثرة.

  أما أكل القات فلا يوجد فيه ذلك إطلاقاً، والموجود فيه هو ذهاب الفتور والقعام، وتصفية الذهن والنشاط في حدود المعقول.

  - وأنا واحد من المتعودين لأكل القات منذ أعوام كثيرة وإلى اليوم، إذا مضغت القات ذهب عني الفتور والقعام الذي يثيره أكل الطعام، فأجد في نفسي نشاطاً على القراءة والكتابة والدرس والتدريس والبحث والتفتيش والسؤال والجواب، ومناقشة المسائل والمراجعة فيها، وإذا كتبت أفدت وقطعت شوطاً كبيراً، وأحسنت الكتابة، وزينتها بحسن العبارة، وهذا إذا كان المقام مقام تحسين وتزيين؛ لذلك أقول:

  - إن القات نعمة كبيرة نحمد الله عليها، فينبغي مقابلتها بشكر الله وحمده.

  - وهكذا أهل الأعمال البدنية في الورش والمزارع والبناء والتعمير، و ... إلخ؛ فإن القات يعينهم على أعمالهم ويخفف عنهم التعب، ويثير لهم نشاطهم، فتتضاعف نتائج أعمالهم.