المتواتر والآحاد
  من الآيات؟ فمن أين حصل لك هذا العلم؟
  - وفي التاريخ القريب هل تعلم أنه حكم اليمن الإمام يحيى، ثم ابنه الإمام أحمد، ثم ابنه البدر أياماً، ثم حصل انقلاب وثورة نتج عنها أن تولى اليمن رجل اسمه عبدالله السلال، ثم تعقبه في الحكم عبدالرحمن الإرياني، ثم بعده إبراهيم الحمدي؟ إذا كنت تعلم ذلك فمن أين حصل لك العلم؟
  - بل هل تعلم أن من دول أفريقيا دولة اسمها الصومال، ودولة اسمها موريتانيا، ودولة اسمها جنوب أفريقيا؟ إذا كنت تعلم ذلك فمن أي طريق حصل لك العلم؟
المتواتر والآحاد
  سؤال: هل يصح أن يكون الحديث في العصور الأولى متواتراً معلوماً، ثم في العصور الأخيرة يصير آحادياً مظنوناً؟
  الجواب والله الموفق: أن في المسألة تفصيلاً، هو: أن الحديث إن كان في مسألة فرعية فيجوز أن يكون متواتراً لأهل العصر الأول وغير متواتر لأهل العصر الثاني.
  وإن كان في مسألة علمية مكلف بها وليس إلى العلم بها طريق إلا ذلك الحديث المتواتر فلا يجوز أن يصير الحديث ظنياً في العصور المتأخرة.
  والذي يدل على ذلك: أن الحديث لو صار ظنياً في المسألة العلمية لبطلت حجة الله على خلقه في تلك المسألة، والمعلوم أن حجج الله تعالى قائمة على عباده؛ بدليل قوله تعالى: {لِئَلَّا يَكُونَ لِلنَّاسِ عَلَى اللَّهِ حُجَّةٌ بَعْدَ الرُّسُلِ}[النساء ١٦٥].
  أما المسائل الفرعية فالحديث وإن صار ظنياً بعد أن كان متواتراً فإن الحجة قائمة به، والعمل به واجب.