مميزات وفوارق
  هذا الفن في جميع بلاد الإسلام إليه ينتهون، وعنده يقفون، وقد صرح بذلك الشبلي، والجنيد، وسَرِيّ، وأبو يزيد البسطامي، ومعروف الكرخي، وغيرهم. انتهى كلام شرح نهج البلاغة.
  قلت: وصدق الرسول ÷ حيث يقول: «أنا مدينة العلم وعلي بابها، فمن أراد المدينة فليأت الباب» أو كما قال.
  ثم نقول بعد ذلك: إن التأريخ قد ظلم الزيدية حيث أغفل ذكرها في هذا المجال وحظها الأكبر وتقدمها وسبقها في تقرير فلسفة الكلام وقواعد الأصول وعلم الفقه والحديث والتفسير و ... إلخ؛ فلا تكاد تسمع لهم في كتب التأريخ في هذا المجال حساً ولا حركة.
مميزات وفوارق
  تميز أئمة الزيدية منذ عهدهم الأول (أمير المؤمنين علي بن أبي طالب #)، ومروراً بمجدد الدعوة زيد بن علي @ وابنه يحيى # ثم إلى آخر دعاتهم وأئمتهم $ بمميزات ظاهرة هي كما يلي:
  ١ - العدل في الرعية في غايته القصوى، ولا يوجد ذلك في غيرهم من الخلفاء على الإطلاق، ومن أجل ذلك نقم كثير من الصحابة على أمير المؤمنين # هذه السيرة العادلة فنكثوا بيعته، والأدلة التأريخية على ذلك متكاثرة ومتواترة.
  ومن أقوالهم المشهورة: (نقدمكم في العطاء، ونتقدمكم عند اللقاء) وهكذا كانوا منذ أمير المؤمنين إلى آخر دعاتهم $.
  ولم نجد هذه الميزة الكريمة لأحد من الخلفاء ولا حتى الخلفاء الأولين.
  ٢ - تميز أئمة الزيدية بسياسة إسلامية عالية لم يسلكها غيرهم من الخلفاء على الإطلاق أيضاً، وهي التوجه التام إلى نشر العلم، ومن هنا فإنك تجد لكل إمام من أئمتهم عدة مؤلفات في مختلف العلوم الإسلامية.
  وقد كان الإمام الهادي # يملي مسائل العلم وهو على ظهر الخيل في حال