[فضل قراءة القرآن من الحفظ]
[فضل قراءة القرآن من الحفظ]
  سؤال: أيهما أفضل القراءة في المصحف، أم القراءة من الحفظ؟
  الجواب: لم يظهر لي فرق بين ذلك، وقد وردت الآثار بفضل مطلق قراءة القرآن من غير تقييد لها بكونها من المصحف أم من الحفظ.
  ويمكن أن يقال: إنه قد ورد في فضل هذه الأمة ما معناه: «مصاحفهم صدورهم، لا يغسلها الماء»، فقد يؤخذ من ذلك أن القراءة من الحفظ أفضل، وزيادة على ذلك فقد كان الرسول ÷ والصحابة يقرأون القرآن من حفظهم، ولم تأت المصاحف إلا بعد حين، وحينئذ ففي القراءة من الحفظ اقتداء بالنبي ÷ وبالصحابة الأولين.
  - ويمكن أن يقال في الاستدلال للطرف الآخر: إن القراءة في المصحف تكون أجمع للفكر، وأقرب للتفكر والتدبر؛ فتكون من هذه الناحية أفضل.
تلاوة القرآن وحفظه
  تلاوة القرآن عبادة عظيمة في دين الإسلام، والواجب من التلاوة ينقسم إلى قسمين:
  ١ - فرض عين على كل مسلم، وذلك قراءة الفاتحة، وما تيسر معها في الصلوات.
  ٢ - وفرض كفاية وذلك على العلماء، فإنه يجب عليهم أن يدرسوا القرآن، ويتدبروا آياته؛ ليأخذوا منه علومه وعبره؛ ليعملوا بها ويعلموها الناس، ولا يتم ذلك لهم إلا بكثرة التدبر وتكريره، وطول التأمل: {كِتَابٌ أَنْزَلْنَاهُ إِلَيْكَ مُبَارَكٌ لِيَدَّبَّرُوا آيَاتِهِ وَلِيَتَذَكَّرَ أُولُو الْأَلْبَابِ ٢٩}[ص].
  أما عوام المسلمين فلا يلزمهم إلا الفاتحة وما تيسر معها لصلواتهم، ولا يجب عليهم قراءة القرآن، ويكفيهم الإيمان به جملة، وأن يرجعوا إلى العلماء في أمور دينهم.