كتاب الإمامة
  فسق، بل ردوا الحكم عليهم بأن قالوا: إن كانوا علموا استحقاق أمير المؤمنين للخلافة فقد فسقوا، وإن كانوا لم يعلموا ذلك فقد أخطأوا، ولا يلزمهم كفر ولا فسق؛ لقوله تعالى: {وَلَيْسَ عَلَيْكُمْ جُنَاحٌ فِيمَا أَخْطَأْتُمْ بِهِ وَلَكِنْ مَا تَعَمَّدَتْ قُلُوبُكُمْ}[الأحزاب: ٥].
[كلام الإمام زيد في الأئمة إذا لم يدع منهم أحد]
  قال الإمام زيد بن علي @ في كتاب تثبيت الوصية: «فإن لم يدع منهم داع - أي أهل البيت - فهم أئمة للمسلمين في أمرهم وحلالهم وحرامهم، أبرارهم وأتقياؤهم». انتهى.
  قلت: يريد # أن الاهتداء بهدي أهل البيت والاقتداء والتأسي والاتباع لهم ثابت وواجب على المسلمين، سواء كان هناك داع قائم منهم أم لم يكن.
  فإن كان هناك قائم منهم كان هو المقصود بالاتباع، وإن لم يكن فالواجب اتباع علماء أهل البيت الأبرار الأتقياء.
  والدليل على ما ذكره الإمام زيد: ما صح عن النبي ÷ واشتهر من حديث الثقلين؛ فإن النبي ÷ قد جعل القرآن وعترته خليفتين، وهذا الحديث - أعني: حديث الثقلين - يدل على أن خلافة النبوة خاصة بعترة النبي ÷ دون غيرهم من الناس.
  فإن قيل: قد صح عن النبي ÷ أنه قال: «الأئمة من قريش»، مما يدل على أن الإمامة جائزة في جميع بطون قريش.
  قلنا: حديث «الأئمة من قريش» حديث مطلق، وحديث الثقلين مقيد، واللازم حمل المطلق على المقيد، فيكون المراد بالأئمة من قريش هم عترة الرسول ÷ دون غيرهم.