[توبة القاتل عمدا]
  والتخفيف على قاطع الطريق في التوبة ترغيباً في التوبة وترك قطع الطريق، ولو أن توبته لا تقبل إلا برد ما أخذ و ... إلخ لدعاه ذلك إلى التمادي في الفساد وقطع الطريق، وفي ذلك من الفساد العام على المسلمين عموماً ما لا يخفى، فخفف الله تعالى في توبته نظراً منه سبحانه للمصلحة العامة لجميع المسلمين.
  وفي البيان: فإن تاب قبل أن يظفر به صحت توبته ولزم قبولها، وسقط عنه كل حق لله تعالى ولبني آدم حتى القتل والغصب والسرقة وغير ذلك مما قد أتلفه في حال المحاربة.
  وكذا لو تاب ولم يرجع إلى الإمام أو لم يكن إمام فإنه يسقط™ عنه كل شيء فيما بينه وبين الله تعالى، وكذا قول الهادي #. انتهى من البيان وحواشيه.
[توبة القاتل عمداً]
  سؤال: هل للقاتل عمداً توبة؟
  الجواب: إذا تاب القاتل عمداً فتوبته مقبولة، ودليل ذلك:
  ١ - ذكر الله تعالى في سورة الفرقان الوعيد على الشرك والقتل والزنا، ثم قال بعد ذلك: {إِلَّا مَنْ تَابَ وَآمَنَ وَعَمِلَ عَمَلًا صَالِحًا فَأُولَئِكَ يُبَدِّلُ اللَّهُ سَيِّئَاتِهِمْ حَسَنَاتٍ وَكَانَ اللَّهُ غَفُورًا رَحِيمًا ٧٠}.
  ٢ - وقال سبحانه: {قُلْ يَاعِبَادِيَ الَّذِينَ أَسْرَفُوا عَلَى أَنْفُسِهِمْ لَا تَقْنَطُوا مِنْ رَحْمَةِ اللَّهِ إِنَّ اللَّهَ يَغْفِرُ الذُّنُوبَ جَمِيعًا إِنَّهُ هُوَ الْغَفُورُ الرَّحِيمُ ٥٣ وَأَنِيبُوا إِلَى رَبِّكُمْ ...}[الزمر].
  ٣ - لا خلاف أن الشرك بالله أكبر الكبائر، ولا خلاف أن الله تعالى يغفره بالتوبة، فبالأولى أن يغفر الله تعالى بالتوبة ما هو دون الشرك كالقتل عمداً.