[لا يعذب الأطفال بذنوب آبائهم]
  قلت: ومعنى الأول: أن كل أعمال الطاعات كفارات للمعاصي.
  ومعنى رواية البخاري: أن لكل عمل من المعاصي كفارة من الطاعات.
  وبعد، فمعنى الحديثين صحيح؛ فيشهد للأول قوله تعالى: {إِنَّ الْحَسَنَاتِ يُذْهِبْنَ السَّيِّئَاتِ}[هود: ١١٤]، وقد جاء في الرواية أن الصلاة إلى الصلاة والجمعة إلى الجمعة ورمضان إلى رمضان والحج تكفر الذنوب، وجاء في غير ذلك، والتوبة عمل يكفر الكبائر والصغائر.
[لا يعذب الأطفال بذنوب آبائهم]
  في الصحيح عن أبي هريرة قال: قال رسول الله ÷: «كل مولود يولد على الفطرة، فأبواه يهودانه أو ينصرانه أو يمجسانه ... الحديث».
  وفي صحيح مسلم عن عياض بن حماد، عن رسول الله ÷ قال: «يقول الله تعالى: «إني خلقت عبادي حنفاء فجاءتهم الشياطين فاجتالتهم عن دينهم وحَرَّمَت عليهم ما أحللْتُ لهم، وأَمَرَتْهُم أن يشركوا بي ما لم أنزل به سلطاناً». انتهى من تفسير ابن كثير.
  الحديث الأول: يدل على خلاف ما يزعمه أهل السنة والجماعة، فإنهم زعموا أنه لا يولد مولود إلا وقد كتب الله عليه الهدى أو الضلال وقضى ذلك وحتمه وقدره، كما جاء ذلك في الصحيحين «ثم يبعث الله ملكاً فيؤمر بأربع كلمات: يكتب رزقه وعمره وعمله وشقي أو سعيد».
  الحديث الثاني: كذلك فقد نص الحديث على أن الله تعالى خلق عباده حنفاء، وأن الشياطين هي السبب في ضلالهم.
  رويت أحاديث كثيرة في أطفال المشركين ذكرها ابن كثير في التفسير فبعضها: «هم مع آبائهم في النار» وبعضها دل على أنهم يمتحنون يوم القيامة في العرصات فمن أطاع دخل الجنة، ومن عصى دخل النار.