فيقال: وإن كان صيام أدب فلا يزاد فيه على صيام رمضان، إلا أنه لا يترخص فيه إلا إذا خاف على نفسه إن صام، أما الخطأ والنسيان فهو من الأعذار التي لا يمكن الاحتراز عنها، ولا التخلص منها.

[تفسير: {لَيْلَةُ الْقَدْرِ خَيْرٌ مِنْ أَلْفِ شَهْرٍ}]

  سؤال: ما هو تفسير قوله تعالى: {لَيْلَةُ الْقَدْرِ خَيْرٌ مِنْ أَلْفِ شَهْرٍ ٣}⁣[القدر]؟

  الجواب والله الموفق: أن تفسيرها واضح، وذلك أن السورة قد تحدثت من أولها إلى آخرها عن فضل ليلة القدر، وعن فضل القرآن.

  ومعنى خيريتها: أن الطاعة لله تعالى فيها وعبادته خير من عبادته ألف شهر فيما سواها، ويعني هذا - والله أعلم -: أن الحسنة فيها تتضاعف أضعافاً كثيرة، فإذا كانت الحسنة فيما سوى ليلة القدر بعشر حسنات، وألف شهر هو ثلاثون ألف ليلة تقريباً، والحسنة في كل ليلة بعشر حسنات، فيكون المجموع ثلاثمائة ألف حسنة، وعلى هذا فحسنة ليلة القدر خير من ثلاثمائة ألف حسنة، والله أعلم، والحمد لله رب العالمين، وصلى الله وسلم على محمد وآله.

[أين الأفضل ليلة القدر أم ليلة عرفة أم ليلة الجمعة؟]

  سؤال: أيها أفضل ليلة القدر، أم ليلة عرفة لأهل عرفة، أم ليلة الجمعة؟

  الجواب: الذي يظهر لي والله أعلم أن ليلة القدر أفضل، ثم ليلة عرفة، ثم ليلة الجمعة.

  ودليل ذلك: أن الله تعالى أنزل في بيان فضلها سورة من القرآن، وآيات سوى ذلك بين الله تعالى في ذلك فضل ليلة القدر من عدة نواح:

  ١ - أن الله أنزل فيها القرآن لبركتها وفضلها، فقال تعالى يبين فضل القرآن: {إِنَّا أَنْزَلْنَاهُ فِي لَيْلَةِ الْقَدْرِ ١}⁣[القدر]، {إِنَّا أَنْزَلْنَاهُ فِي لَيْلَةٍ مُبَارَكَةٍ}⁣[الدخان: ٣]، {فِيهَا يُفْرَقُ كُلُّ أَمْرٍ حَكِيمٍ ٤}⁣[الدخان].

  ٢ - أن الله عظم ليلة القدر بقوله: {وَمَا أَدْرَاكَ مَا لَيْلَةُ الْقَدْرِ ٢}⁣[القدر].