[مناقشة أحاديث في مسلم]
  وتهذيب، ونظر بعد نظر إلى أن تصل الأنظار إلى النهاية والغاية التي لا يمكن الأنظار أن تتجاوزها.
  غير أن علماء السنة والجماعة ورجال حديثهم جمدوا على تقليد جماعة من أهل القرن الثالث، ووقفوا حيث أوقفوهم، وبدلاً عن مواصلة البحث والنظر وضعوا حواجز تمنع من مواصلة النظر وتقطع الطريق دون ذلك، مثل:
  ١ - لا يقبل أي جرح في أحد من رجال الصحيحين؛ لأن من كان من رجال الصحيحين فقد جاوز القنطرة، وخرج من مجال وساحة الجرح.
  ٢ - أصح كتاب بعد كتاب الله الصحيحان.
  ٣ - لا يحق لأحد جاء بعد عصر أئمة الحديث أن يحكم بغير ما حكموا به في الحديث، وأن على من جاء بعدهم أن يلتزم بما حكموا به في الحديث، فبذلك أغلقوا الباب في وجوه الناظرين والباحثين.
[مناقشة أحاديث في مسلم]
  في مسلم: باب في سكنى المدينة وعمارتها قبل الساعة، وذكر تحت ذلك حديث: «تبلغ المساكن إهاب - أو: يهاب(١) -» قيل لسهيل: فكم ذلك من المدينة؟ قال: كذا وكذا ميلاً. اهـ
  قلت: في هذا الوقت سنة ١٤٢٨ هـ قد تمددت المساكن كثيراً حتى تجاوزت ذا الحليفة بكثير، وامتلأ ما بين الجبال، وتجاوزت ذلك بكثير.
  في مسلم: عن ابن عباس: قال لي معاوية: أعلمت أني قصرت من رأس رسول الله ÷ عند المروة بمشقص؟ فقلت له: لا أعلم هذا إلا حجة عليك. اهـ
  قلت: لم يقصر النبي ÷ رأسه عند المروة؛ لأنه كان قارناً في حجة الوداع وإنما حلق رأسه حين رمى الجمرة الكبرى ونحر هديه.
(١) هو موضع بالقرب من المدينة المنورة.