من ثمار العلم والحكمة فتاوى وفوائد،

محمد بن عبد الله عوض المؤيدي (معاصر)

[تفضيل بعض البلدان على بعض]

صفحة 488 - الجزء 3

[تفضيل بعض البلدان على بعض]

  سؤال: فضل الله تعالى بعض البلدان على بعض، فهل الفضل فيها هو مضاعفة الثواب على الأعمال الصالحة فيها؟

  أم هو عائد إلى توفر الأرزاق والأرفاق فيها، وتوفر الأمن والاستقرار؟

  أم أنه فضل طبيعي راجع إلى ذات البلد وتربتها؟

  أم أنه عائد إلى حسن مناخها وسلامتها من الوباء؟

  أم أنه عائد إلى عدم تعرضها للزلازل والفيضانات والكوارث الطبيعية؟

  أم أن فضلها هو باعتبار فضل سكانها وعدم فضلهم؟

  أم أنه لغير ذلك؟

  الجواب: أن فضل بعض البلدان على بعض يعود إلى بعض مما ذكر في السؤال، وبعضها إلى البعض الآخر.

  فقد فضل الله الأرض الزراعية على الأرض التي لا تصلح للزراعة في قوله تعالى: {وَالْبَلَدُ الطَّيِّبُ يَخْرُجُ نَبَاتُهُ بِإِذْنِ رَبِّهِ وَالَّذِي خَبُثَ لَا يَخْرُجُ إِلَّا نَكِدًا}⁣[الأعراف: ٥٨]، والأرض الخصبة التي تتخللها الأنهار الدائمة أفضل من الأرض التي لا أنهار فيها، وجميع ما ذكر في السؤال من الوجوه والاعتبارات هو وجه للتفضيل.

  فأرض مكة والحرم المحرم فضلها الله تعالى بما جعل فيها من:

  ١ - البيت العتيق.

  ٢ - مقام إبراهيم.

  ٣ - إسكان إسماعيل فيها.

  ٤ - كونها مبعث خاتم النبيين.

  ٥ - لما فيها من بركة دعوة إبراهيم ~.

  ٦ - لما جعل الله تعالى فيها من مضاعفة الثواب على الأعمال.