[مخاصمة الزبير وأنصاري ممن شهد بدرا]
  وفي رواية: «إذا كان أحدكم فقيراً فليبدأ بنفسه فإن كان فضل فعلى عياله» اهـ من فتح الباري.
  قلت: يؤخذ من ذلك أن صدقة الفقير المحتاج مردودة.
  والمراد بالفقير المحتاج الذي لا يملك إلا ما يحتاجه لنفسه أو يحتاجه لنفسه وعياله.
  وقد يؤخذ من الحديث: رد صدقة من يتصدق بجميع ماله ولو كان كثيراً.
[مخاصمة الزبير وأنصاري ممن شهد بدراً]
  في البخاري في ذكر قصة مخاصمة الزبير والأنصاري: أن رجلاً من الأنصار قد شهد بدراً ... إلى قوله: فغضب الأنصاري فقال: أن كان ابن عمتك؛ فتلون وجه رسول الله ÷ ... إلخ، وفي آخر الحديث: فقال الزبير: والله إني لأحسب هذه الآية نزلت في ذلك: {فَلَا وَرَبِّكَ لَا يُؤْمِنُونَ حَتَّى يُحَكِّمُوكَ فِيمَا شَجَرَ بَيْنَهُمْ}[النساء: ٦٥].
  قلت: في هذا ما يدل على أنه لا يمتنع من أهل بدر صدور النفاق وكبائر العصيان.
  وفي هذا الحديث أيضاً ما يفت من عضد صحة حديث: «لعل الله اطلع على أهل بدر فقال: اعملوا ما شئتم ...».
[مخالفة حديث: (لا تخيروني على موسى ..) للقرآن]
  - رقم الحديث ٢٤١٢/ في البخاري حديث: «لا تخيروني على موسى فإن الناس يصعقون يوم القيامة ...» الحديث.
  - ٢٤١٣/ وفيه: «لا تخيروا بين الأنبياء فإن الناس يصعقون ....» الحديث.
  قلت: ذلك مخالف لقوله تعالى: {تِلْكَ الرُّسُلُ فَضَّلْنَا بَعْضَهُمْ عَلَى بَعْضٍ ...} الآية [البقرة: ٢٥٣]، ولا كان ينبغي تصدير مثل ذلك والاشتغال به إلا على سبيل التحذير منه والتنبيه عليه، وقد رد المحدثون الحديث الذي خالف رواية سائر الحفاظ، فمن الأولى والأجدر بهم أن يردوا الحديث الذي يخالف رواية القرآن الكريم.