كتاب الوعد والوعيد
  - بل ورد الوعيد العظيم بالنار والخلود فيها لأهل الكبائر من هذه الأمة، والمفروض أن القرآن يقدم على السنة عند التعارض، فالأحاديث التي يرويها أهل السنة والجماعة في الشفاعة لأهل الكبائر وفي دخولهم الجنة لا يجوز الاعتماد عليها، ولا الركون إليها؛ لأنها مخالفة لآيات القرآن.
  - قوله تعالى: {إِنَّ اللَّهَ لَا يَغْفِرُ أَنْ يُشْرَكَ بِهِ وَيَغْفِرُ مَا دُونَ ذَلِكَ لِمَنْ يَشَاءُ}[النساء: ٤٨] - لا يتم به الاحتجاج لأهل السنة؛ لأن قوله تعالى: {وَيَغْفِرُ مَا دُونَ ذَلِكَ لِمَنْ يَشَاءُ} مجمل لا ندري من هم الذين يشاء الله أن يغفر لهم، فإذا قال أهل السنة: هم أهل الكبائر المصرون الذين ماتوا على ذلك ولم يتوبوا من كبائرهم، فإنا نقول: هم التائبون من الكبائر دون المصرين، أو هم الذين يرتكبون المعاصي عن طريق الخطأ والنسيان، فإن الله يغفر لهم بخلاف الذي يرتكب كبيرة الشرك خطأ أو جهلاً ونسياناً فإن الله لا يغفر ذلك.
  فمن هنا قلنا: إن الآية مجملة يمكن تفسير إجمالها بعدة وجوه كلها محتملة؛ فالاعتماد على السنة فيما يخالف القرآن خطأ كبير، وفيه خطر عظيم، فإن آيات القرآن الكريم حق وصدق بلا ريب ولا شك، أما الروايات المروية عن النبي ÷ فإنها محتملة للصدق والكذب.
  - أهل السنة والجماعة اعتمدوا في هذا الباب على روايات رواها محدثوهم عن النبي ÷، ونحن اعتمدنا على القرآن، ولم نلتفت إلى ما رواه محدثو أهل السنة لمخالفته القرآن، ونرى أننا بذلك أهدى سبيلاً من أهل السنة.
[حساب المكلفين على قدر عقولهم]
  ﷽، وصلوات الله وسلامه على نبيه ومصطفاه، وعلى أهل بيته المصطفين، وعلى جميع الأنبياء والمرسلين، والملائكة المقربين، وعلى من يستحق ذلك من المخلوقين، وبعد:
  فالذي يظهر لي - والله أعلم - أن الله تعالى سيحاسب المكلفين ويؤاخذهم