من ثمار العلم والحكمة فتاوى وفوائد،

محمد بن عبد الله عوض المؤيدي (معاصر)

[حكم الحج على المرأة الشابة في مثل هذا الزمان]

صفحة 284 - الجزء 1

  فإن قيل: عروض العدة للمرأة عذر بيِّن في تأخير الحج.

  قلنا: ليست العدة عذراً في تأخير الحج أو تركه؛ بدليل ما عهد في الشرع من أنه لا يجوز للزوج أن يمنع زوجته من أداء فريضة الحج ولا من صيام واجب ونحو ذلك ولو فاتت على الزوج كثير من حقوقه أو تضرر بذلك، وفي ذلك دليل على أن حقوق الزوج تسقط عند عروض فرائض الله، وعدة الوفاة هي من جنس حقوق الزوج.

  فإن قيل: قد يكون الحق في عدة الوفاة أعظم من حقوق الزوج، فلا يصح قياس ذلك عليها.

  قلنا: ليست بأعظم؛ بدليل أنها متفرعة عليها، ومترتبة عليها، ولا يكون الفرع أعظم من الأصل، وحرمة الميت ليست أكبر من حرمة الحي.

  نعم، واجبات المعتدة عن وفاة:

  ١ - نية العدة. ٢ - تربص أربعة أشهر وعشر. ٣ - الإحداد بترك الزينة.

  ٤ - اللبث في المكان الذي بلغها الخبر فيه.

  فإذا حجت فلا يفوت من هذه الواجبات إلا الأخير، أما الثلاثة الأول فلا تتنافى مع السفر للحج.

  وبعد، ففي «الشفاء» عن أمير المؤمنين #: أنه كان يُرَحِّل المتوفى عنها زوجها إلى بيتها متى شاءت، وعنه # أنه قال: (تعتد المتوفى عنها زوجها حيث شاءت من بيتها أو بيت زوجها).

  وعن القاسم يرفعه إلى أمير المؤمنين مثله، وعن ابن عباس مثله، وعن عائشة أنها نقلت أختها لما قتل زوجها طلحة بن عبيدالله الخزاعي، ولم ينكر عليها أحد من الصحابة، ذكر كل ذلك في الشفاء.

[حكم الحج على المرأة الشابة في مثل هذا الزمان]

  سؤال: هل يجب على المرأة الشابة الحج في مثل هذا الزمان الذي يكثر فيه الزحام على الكعبة وبين الصفا والمروة؟