من ثمار العلم والحكمة فتاوى وفوائد،

محمد بن عبد الله عوض المؤيدي (معاصر)

مجلس: الجهل

صفحة 568 - الجزء 3

مَجْلِسٌ: الجهل

  الجهل من أقبح الصفات التي يتصف بها الإنسان، وينحط الجاهل بالجهل إلى منزلة يتساوى فيها هو وسائر الحيوانات، ولا يرفع الإنسان من هذه المنزلة الدنية إلا العلم، ويكون ارتفاعه من هذه المنزلة بقدر ما معه من العلم.

والعلم نوعان:

  ١ - فنوع يرفع صاحبه في الدنيا لا في الآخرة، وذلك مثل علم الطب، وعلم الاقتصاد والزراعة والتجارة، وعلوم الصناعة على اختلافها، وعلم طبائع الأرض، وعلم طبائع البحار، وعلم طبائع الفضاء، وعلوم طبائع الحيوانات والطيور والحشرات، وعلم الهندسة والبناء، و ... و ... إلخ، وقد قال تعالى: {يَعْلَمُونَ ظَاهِرًا مِنَ الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَهُمْ عَنِ الْآخِرَةِ هُمْ غَافِلُونَ ٧}⁣[الروم].

  ٢ - والنوع الثاني من نوعي العلم يرفع صاحبه في الدنيا والآخرة، وذلك علم الكتاب الكريم والسنة النبوية، وعلم مقدمات ذلك.

  واعلم أنه يجب على أمة المسلمين أن يكون فيهم علماء في كل ما يحتاجون إليه في حياتهم الدنيا وفيما يحتاجون إليه في دينهم.

  فيجب أن يكون فيهم علماء طب، وعلماء بناء وهندسة، وعلماء سياسة، وعلماء اقتصاد، وعلماء صناعة سلمية وعسكرية، و ... إلخ.

  ويجب أن يكون فيهم علماء يعرفون ما جاء به الرسول ÷ من الشرائع والأحكام والعقائد والعبادات والمعاملات والقوانين، متحققين بمعرفة الحق وأهله، يميزون بين الحق والباطل، ويعرفون الشبه والتلبيسات والأوهام والخرافات والدسائس ... إلخ.

  - تتفاخر الأمم والشعوب كل بما لديه من المخطوطات الأثرية المتروكة عبر القرون الماضية، وما ذلك إلا لما تحمل تلك المتروكات الأثرية من الدلائل التي لا شك فيها على عراقة الشعب وأصالته في العلم والمعرفة.