من ثمار العلم والحكمة فتاوى وفوائد،

محمد بن عبد الله عوض المؤيدي (معاصر)

كتاب التوحيد

صفحة 53 - الجزء 3

  أما الجواب على السؤال الأخير، فنقول: إن وصفهم المكان بأنه ليس بذي مكان إنما حدثت هذه الصفة أي: ليس بذي مكان تبعاً لحدوث المكان فهي صفة محدثة، وبناءً على هذا فلا مشابهة بين صفة القديم والمحدث، وإنما حصل الاشتراك في اللفظ دون المعنى كلفظ موجود وقادر وعالم وحي للقديم والمحدث، فتأمل.

[من أقوال المتكلمين في تقسيم المخلوقات]

  يقول المتكلمون: الأشياء المخلوقة ثلاثة: جسم، وعرض، وجوهر على القول به.

  قلت: وعندي أن هناك من المخلوقات ما ليس بواحد من الثلاثة، وذلك هو الزمان والمكان.

[الأدلة على حدوث العالم]

  سؤال: ما هو الدليل على حدوث العالم؟

  الجواب والله الموفق والمعين: أن الذي يدل على حدوث العالم عدة أمور:

  ١ - الضرورة كما نشاهده من أصناف الحيوان والنبات والسحاب والرياح والأمطار وغير ذلك، وهذه الأشياء محدثة بالضرورة والمشاهدة، وإذا كانت محدثة قسنا عليها ما لم نر ونشاهد حدوثه من السماء والأرض ونحوهما، والجامع المشترك في هذا القياس هو التماثل في الجسمية؛ فما ثبت من الحكم للبعض ثبت للبعض الآخر، وهذه الطريق توصل الناظر إلى العلم والقطع.

  ٢ - أن الأجسام تسمى صنعاً، والصنع لا يكون إلا من صانع، وما احتاج إلى صانع فهو محدث.

  ٣ - القياس العقلي وذلك بقياس الأجسام التي لم نشاهد حدوثها كالسماء والأرض وما فيهما من أجسام على المبنيات من الدور وغيرها، والعلة