حقيقة البيع
  - وهكذا لفظ الإجارة، فإنه يتضمن أربعة أجزاء هي: الإيجاب، والقبول، ومنفعة أو عمل، وأجرة مقابل تلك المنفعة أو العمل.
  - والإجارة بيع في المعنى، إلا أن الإجارة بيع المنافع، وفي البيع بيع الأعيان.
[معنى: من باع واشترى ... فقد ارتطم ...]
  سؤال: الحديث الذي رواه زيد بن علي @: «من باع واشترى ... إلى قوله: فقد ارتطم في الربا ثم ارتطم» هل يراد به كل من باع واشترى ولو شيئاً يسيراً أم لا؟
  الجواب والله الموفق: الذي يظهر لي أن المراد بالحديث هو من يشتغل بالتجارة؛ لأنه الذي يقال فيه عرفاً تلك العبارة، وهي «باع واشترى» أو «يبيع ويشتري»؛ وبناءً على ذلك فلا يدخل فيه الذي يبيع أو يشتري لا على جهة التجارة وإنما لأجل حاجته لنفسه أو لبيته أو ... إلخ.
  ويؤيد صحة ما ذكرنا: قوله في آخر الحديث: «فقد ارتطم في الربا ثم ارتطم» فإنها تناسب من ذكرنا؛ لكثرة اشتغالهم بالتجارة.
  وهذا مع أن التجار هم الذين يطلبون المكاسب والأرباح وزيادة الأموال بالبيع والشراء، فهم معرضون كثيراً للوقوع في الربا، بخلاف الذي يشتري الحاجة لبيته فإنه لا يطلب نمواً ولا ربحاً، وكذلك الذي يبيع نادراً الحاجة، فإن هؤلاء قليلاً ما يقعون في الربا.
  هذا، ويبدو لي والله أعلم أن عبارة «يبيع ويشتري» أو «باع واشترى» حقيقة عرفية عامة تطلق ويراد بها من يشتغل في التجارة، وبناءً عليه فالحقيقة العرفية مقدمة على الحقيقة اللغوية.
[النهي عن الاتجار بغير علم]
  روي عن أمير المؤمنين # أنه قال: (من اتجر بغير علم، ارتطم في الربا ثم ارتطم)، وأنه # كان يحث على الفقه ثم المتجر، وعنه #: (التاجر فاجر، والفاجر في النار، إلا من أخذ الحق وأعطى الحق).