من ثمار العلم والحكمة فتاوى وفوائد،

محمد بن عبد الله عوض المؤيدي (معاصر)

2 - دليل القرآن

صفحة 174 - الجزء 3

  وهكذا سائر الأنبياء صلوات الله وسلامه عليهم، فجاء موسى # بالعصا و ... إلخ، وعيسى # بإحياء الموتى وإبراء الأكمه والأبرص وينبئهم بما يأكلون وما يدخرون في بيوتهم، وجاء صالح # بالناقة، و ... إلخ.

  فعن طريق المعجزة بواسطة النظر فيها يتوصل المكلف إلى الإيمان والتصديق بالأنبياء والرسل، وبما جاءوا به من عند الله.

  لذلك قلنا: إن العقل أقوى الأدلة حيث كان هو الطريق إلى الإيمان بالله وبرسله وكتبه.

٢ - دليل القرآن

  القرآن هو أول الأدلة الشرعية وأقواها، ودليل العقل هو أول الأدلة على الإطلاق كما تقدم، والسنة هي في المنزلة الثانية بعد القرآن، ولا خلاف في الجملة بين المسلمين في هذا الترتيب بين الكتاب والسنة.

  ولا شك أن القرآن كتاب الله الذي لا يأتيه الباطل من بين يديه ولا من خلفه تنزيل من حكيم حميد.

  وأنه قد اشتمل على قسمين: محكم، ومتشابه، وتماماً كما قال سبحانه: {مِنْهُ آيَاتٌ مُحْكَمَاتٌ هُنَّ أُمُّ الْكِتَابِ وَأُخَرُ مُتَشَابِهَاتٌ فَأَمَّا الَّذِينَ فِي قُلُوبِهِمْ زَيْغٌ فَيَتَّبِعُونَ مَا تَشَابَهَ مِنْهُ ابْتِغَاءَ الْفِتْنَةِ وَابْتِغَاءَ تَأْوِيلِهِ وَمَا يَعْلَمُ تَأْوِيلَهُ إِلَّا اللَّهُ وَالرَّاسِخُونَ فِي الْعِلْمِ ...} الآية [آل عمران: ٧]، واشتمل كذلك على عام وخاص، ومجمل ومبين، وناسخ ومنسوخ، ومطلق ومقيد، ومفهوم ومنطوق، و ... إلخ.

  وأنه نزل بلغة العرب: {قُرْآنًا عَرَبِيًّا غَيْرَ ذِي عِوَجٍ}⁣[الزمر: ٢٨]، {بِلِسَانٍ عَرَبِيٍّ مُبِينٍ ١٩٥}⁣[الشعراء].

  من أجل ذلك فإن الزيدية لم تأخذ دينها من القرآن إلا بعد إعداد العدة:

  ١ - من معرفة اللغة العربية معرفة مستحكمة، ويتمثل ذلك في علم النحو وعلم التصريف وعلوم البلاغة ومفردات اللغة.

  ٢ - معرفة قواعد أصول الفقه.