من ثمار العلم والحكمة فتاوى وفوائد،

محمد بن عبد الله عوض المؤيدي (معاصر)

تفسير القرآن الكريم

صفحة 209 - الجزء 3

  ٣ - عقيدة دينية.

  وأقوى الروابط وأصدقها هي العقيدة الدينية، ولا بد لاستمرار الترابط والاجتماع والوحدة من إخلاص الأفراد ووفائهم لبعضهم الآخر، والنصيحة لهم، والرحمة والشفقة والمحبة، ويفك ترابطهم الخيانة والطمع والحرص والاستئثار وما أشبه ذلك.

  وقد أرشد الله تعالى في كتابه وعلى لسان رسوله ÷ إلى فعل الأسباب التي تقوي الروابط، ونهى عن الأسباب التي تؤدي إلى فك الروابط، واستقصاء ذلك يطول.

  نهى الله تعالى عن الاختلاف والتفرق على سبيل الاستغراق والعموم، وتوعد على ذلك بالعذاب العظيم كما في سورة آل عمران، إلا أن الله تعالى عفا عن شيء من الاختلاف، وهو ما كان منه في الجزئيات العملية، وحصل عن طريق الخطأ والنسيان، فقال سبحانه: {وَلَيْسَ عَلَيْكُمْ جُنَاحٌ فِيمَا أَخْطَأْتُمْ بِهِ وَلَكِنْ مَا تَعَمَّدَتْ قُلُوبُكُمْ}⁣[الأحزاب ٥]، وفي الحديث المشهور: «رفع عن أمتي الخطأ والنسيان»، وهكذا بعض فروع مسائل علم الكلام.

تفسير القرآن الكريم

  جاء التحذير الشديد من تفسير القرآن بالرأي عن النبي ÷ وعن علماء الأمة الإسلامية، والمراد تفسيره بغير علم، أو تفسيره بما يطابق الهوى، أما تفسيره على حسب ما تقتضيه اللغة العربية فلا محذور فيه، أو على ما ورد به الأثر من تفسيره عن الراسخين في العلم فكذلك لا محذور فيه.

  وجاء التحذير أيضًا من ضرب القرآن بعضه ببعض، وذلك بأن يقول القائل: هذه الآية تناقض تلك الآية، ومعنى آية كذا يخالف آية كذا، وهكذا، والواجب على المؤمن إذا توهم مثل ذلك أن يعتقد أنه لا تناقض ولا مخالفة في حقيقة الأمر بين آيات القرآن، وأن الوهم إنما نشأ من الجهل وسوء الفهم.