من ثمار العلم والحكمة فتاوى وفوائد،

محمد بن عبد الله عوض المؤيدي (معاصر)

[فضل الحكمة]

صفحة 376 - الجزء 3

  وقيل لأعشى بكر: ما السرور؟ فقال: صهباء صالحية، تمزجها ساقية من صوب غادية. وكان مغرماً بالشراب.

  وقيل لطَرَفَة: ما السرور؟ فقال: مطعم هني، ومشرب روي، وملبس دفي، ومركب وطي.

  وقيل ليزيد بن مزيد: ما السرور؟ فقال: قبلة على غفلة.

  وقيل لأبي نواس: ما السرور؟ فقال: مجالسة الفتيان في بيوت القيان، ومنادمة الإخوان.

  وقيل لآخر: ما أطيب العيش: قال: هتك الحياء، واتباع الهوى.

  وقيل لأعرابي: ما السرور: فقال: لبس البالي في الصيف، والجديد في الشتاء.

  وقيل لآخر: ما النعيم؟ فقال: الماء الحار في الشتاء، والبارد في الصيف.

[فضل الحكمة]

  حديث شريف: «ما أهدى المسلم لأخيه المسلم هدية أفضل من كلمة حكمة يسمعها فانطوى عليها ثم علمه إياها، يزيده الله بها هدى، أو يرده عن ردى، وإنها لتعدل إحياء نفس، ومن أحياها فكأنما أحيا الناس جميعاً». اهـ

[عظة وعبرة]

  روي عن عماد الأصفهاني: ما كتب إنسان في يومه كتاباً إلا قال في غده: لو غَيْرَ هذا لكان أحسن، ولو زيد كذا لكان يستحسن، ولو قدم هذا لكان أفضل، ولو ترك هذا لكان أجمل، وهذا من أجل العبر، وهو دليل على استيلاء النقص على جملة البشر.

  قلت: الأمر هو كما قال، وقد وجدت تصديق ذلك من نفسي، ولا يعرف حقيقة ذلك الأمر إلا الذي يشتغل في فن الكتابة والإنشاء.

[ذكر بعض النعم وأهميتها]

  عن الحسن بن علي @: الحمد لله الذي هدانا للإسلام، الحمد لله الذي من علينا بمحمد ÷، والحمد لله الذي جعلنا من خير أمة أخرجت للناس، ثم نقول: {سُبْحَانَ الَّذِي سَخَّرَ لَنَا هَذَا وَمَا كُنَّا لَهُ مُقْرِنِينَ ١٣ وَإِنَّا إِلَى رَبِّنَا